فور صدور مقالى المنشور هنا يوم السبت الماضى بعنوان «جريمة مها ومنى»، نبهنى البعض أن الإعلامية منى الشاذلى قدمت فقرة «اعتذار» فى برنامجها مساء الجمعة الماضى عما حدث.

الغريب أن هؤلاء تصوروا أن الإعلامية اعتذرت فعلا كما اقترحت عليها! فى مقال السبت قلت بوضوح إن الجريمة ارتكبتها بالأساس السيدة مها الصغير تجاه كل من الفنانين الذين نسبت لنفسها أعمالهم، وتجاه البرنامج ومشاهديه.

وأضفت أن إقرار الشاذلى على الفيس بوك بأن اللوحات التى عرضتها الصغير هى من إبداع فنانين أخرين هو ذر للرماد فى العيون. واقترحت عليها إن أرادت إنهاء آثار الجريمة تقديم فقرة فى البرنامج تدين فيها ما قامت به مها الصغير تجاه المشاهدين لتبرئة ساحتها من المشاركة فى تمرير مثل تلك النماذج.

شاهدت فقرة الشاذلي. صدمنى تردديها ما قالته على الفيس بوك ذرا للرماد فى العيون دون الاقتراب مما يخصها ويخص المشاهدين. سبب الصدمة أولا أنها نأت بنفسها عن تحمل أى جزء من المسئولية مستعيضة عن ذلك بمحاضرة مهنية للمشاهدين. حملت المسئولية والاعتذار لمجلس تحرير البرنامج! ثانيا اعتذرت نيابة عن مها الصغير للفنانين المعتدى على حقوقهم.

لم تستنكر ما فعلته فى حق المشاهدين، بل تلمست لها العذر والأكثر غرابة أنها امتنعت أو ربما ترفعت عن ذكرها بالاسم! ثالثا لم تأت ولو على سبيل الخطأ بكلمة واحدة اعتذرا للمشاهدين. خامسا لم تأت من قريب أو بعيد على استنكار الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية باعتبارها تمثل جريمة يجب ألا تمر.

الاعتذار للفنانين المعتدى على حقهم واجب يقع أولا على كاهل مها الصغير ثم على منى الشاذلى وليس على مجلس تحرير البرنامج. أما الاعتذار للمشاهدين فإنه واجب يقع أولا وبالأساس على الشاذلى باعتبار أن الجريمة وقعت بين يديها وبين أركان بيتها، وهو ما ترفعت عن القيام به.

منى الشاذلى بموقفها ذلك تقول باختصار لضيوفها «يمكنكم أن ترتكبوا ما شئتم من جرائم معى، فأنا معكم» وسيعتذر مجلس تحرير البرنامج نيابة عنكم وينتهى الأمر»، ولا عزاء للمشاهدين!.