تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«خلف خلاف» التنويرى!

كتب علينا فى زمن التنويريين الجدد المسخ ألا يمر عيد الأضحى المبارك دون أن يطل علينا أحدهم بأكذوبة جديدة تجعل منه فتى الترند الأول فى العيد. آخر تلك الأكاذيب جاءت مع بزوغ فجر يوم العيد بالادعاء أن قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل لا تخصنا ولا يمكن أن تكون نموذجا يحتذى لطاعة الابن لأبيه! وطبعا لا يفوتهم تأكيد أن أى رأى يخالفهم أصحابه بالضرورة من السلفيين! يتصورون أن هذا التأكيد كفيل بإدراج ما يقولون فى معركة التنوير أو «تكوين» الفكر الصحيح المستنير.

هل رأى أو سمع أحد، غير هؤلاء التنويريين الجدد، شيخا سلفيا أو غير سلفى يدعو لقبول الأبناء الذبح من آبائهم كما فعل سيدنا إبراهيم؟ كل المشايخ الذين يتعرضون لقصة سيدنا إبراهيم وابنه يفهمونها ويقدمونها انطلاقا من «روح النص» وليس الالتزام بظاهر النص الحرفي. يقدمون القصة بكل ما فيها من امتثال للأمر الإلهى رغم صعوبته. سيدنا إبراهيم انتظر تأكيدا على أن يراه أمرا إلهيا، وكان حريصا على أن يطلب رأى ابنه فى الأمر، فما كان من الابن إلا الامتثال لوالده، تماما كما امتثلت والدته السيدة هاجر لزوجها حين تركها وابنها فى الصحراء، فالأمر إلهى فى الحالتين وهو ما انتهى بانتهاء عصر الأنبياء، بينما تبقى لنا العبرة من تلك القصة شأن كل القصص التى تناولها القرآن الكريم.

التنويريون الجدد، وبطريقة خالف تعرف الاعتراض للاعتراض، يهاجمون اليوم من لا يقفون عند حدود النص. التنويريون يحلو لهم الآن التمسك بالنص حرفيا فى موقف يعرى موقفهم ويكشف زيف ادعائهم وانتمائهم للحالة التنويرية. شبقهم للترند يدفعهم لإثارة قضايا لا تسمن ولا تغنى من جوع كلما حلت المناسبة الملائمة ضمانا لانتشار الترند. فمثلا ستجدهم يتحدثون عن قصة سيدنا إبراهيم والأضحية خلال عيد الأضحي، وعن الإسراء والمعراج خلال الاحتفال بذكراها، وحكمة الصيام فى رمضان، وهكذا. السؤال هنا ما هو التنوير فى كل ذلك وما هى الفائدة من الادعاء بغير ما هو مستقر. إنها فقط محاولة لتأكيد الجدارة بمقعد فى قطار التنوير/التجديد المسخ هو وزمانه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية