تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«الاستهبال» السياسى!
بالأمس تناولنا «الهذيان السياسى» تفسيرا لما تقوله وتفعله جماعة الإخوان الإرهابية نتيجة ما يمرون به منذ 30 يونيو 2013. مثل الإخوان، فإن نيتانياهو يهذى منذ عملية 7 أكتوبر 2023، وكما أشرنا فى مقال سابق فإنه بات يجرب المعقول واللامعقول فى غزة بحثا عن طريق للتعافى النفسى قبل السياسى من تلك العملية.
اليوم ينتقل بتأثير ذلك الهذيان إلى مرحلة «الاستهبال السياسي».
والاستهبال هو التعامل مع الآخر أيا كان باعتباره «أهبل» يمكن بمنتهى السهولة خداعه وغشه والتحايل عليه دون توقع أى رد منه أو «تسفيه» رد الفعل المتوقع منه أساسا.
نيتانياهو كم يقال فى العامية المصرية «سايق الهبل على الشيطنة». يتوهم أنه دائما قادر على أن يأتى بما لم يأت به الأولون، فهو يرى فى نفسه ما لا يراه فيه الآخرون.
من يراجع الصحف الإسرائيلية لن يكون صعبا عليه ملاحظة حالة الحيرة والاستغراب التى تكسو كل الكتابات مما يقوم به نيتانياهو. بتحايل على الحقائق بطريقة «صبيانية» يرى فيها الإسرائيليون خطرا كبيرا على إسرائيل.
أخر ما تفتق عنه ذهن نيتانياهو للهروب من معارضة خطة احتلال غزة التى يصر عليها هو تصريحاته أن الخطة للسيطرة على غزة بهدف «تحريرها» من حركة حماس!
يعلم الجميع فى إسرائيل وفى كل مكان فى العالم أن نيتانياهو لا يعرف فكرة تحرير الأرض.
هو فقط يعرف فكرة الاحتلال والضم. إنه يقود دولة تتفرد فى العالم اليوم باعتبارها الدولة الوحيدة المتبقية التى تحتل أرض الغير. منذ نحو عامين لم يتورع عن فعل أى شئ طالما يساعد فى إبادة الفلسطينيين ومحو غزة من خريطة المنطقة.
المعارضة الإسرائيلية والإعلام بل والجيش الإسرائيلى نفسه يتخوفون ويحذرون من مجرد التفكير فى احتلال غزة.
مايكل هرتسوج قبل عدة أيام فى «يديعوت آحرنوت» يحذر من الانجرار لاحتلال غزة أو ضمها تحت أى ظرف، باعتباره «سيفرض على إسرائيل عبئا عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا لا يُحتمَل».
فإذا نيتانياهو «يستهبل» فيتحدث عن «تحرير غزة»، والمطلوب أن يصدق الجميع ذلك الاستهبال ويتحملون تكلفته!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية