تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د.شوقى علام > الاجتهاد فى «التعدد» للنساء مرفوض

الاجتهاد فى «التعدد» للنساء مرفوض

نقرأ عن وقائع بالصحف لنساء جمعت بين أكثر من زوج! كما نقرأ على التواصل الاجتماعى دعوات للمساواة.. فما حكمة التفرقة بين الرجل والمرأة فى التعدد؟

فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، يوضح أن الشريعة الإسلامية قد ساوت بالفعل بين الرجل والمرأة في أصلِ الخِلْقَة وفي القيمة الإنسانية والأهلية والتكليف والثواب والعقاب، حيث خلقهما الله تعالى من أصلٍ واحدٍ وطينةٍ واحدةٍ مِن غير فرقٍ بينهما في الأصل والفطرة، فلا فضلَ لأحدهما على الآخر بسبب عنصره الإنساني وخِلقه الأول، فالناس جميعًا ينحدرون من أبٍ واحد وأمٍّ واحدة، قال الله تعالى فى سورة فاطر: « والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا»

ولكن هذا لا يلزم بالضرورة – يكمل مفتى الجمهورية - أن تكون المرأة مساويةً للرجل في جميع أحوالها وأحكامها، بل لأن للإسلام نظرة أكثر دقة وواقعية لخصائص المرأة الجسدية والنفسية، جعل لكل من الرجال والنساء من الحقوق والواجبات ما يناسب طبيعةَ كلٍّ منهما.
لذا نجد هناك فرقًا بين الرجل والمرأة في طبيعة المهام، وفي أداء التكاليف، ويجب أن يفهم الجميع أنَ هذا الفرق لا يقوم على تفضيلِ أحدِ الجنسين على الآخر من حيث الإنسانية والمكانة عند الله عزَّ وجلَّ.

أما الدعوى بأن المساواة بينهما كانت تقتضى أن يكون للمرأة نفس حق الرجل فى التعدد، فهذا مما ترفضه الشريعة، بل تأباه الفطرة السوية، إذ إن المتفق عليه بين علماء الأمة أنه لا يجوز للمرأة أن تجمع بين أكثر من زوجٍ، ولا تشرع فى خطبة أو زواج حتى يفارقها الزوج الأول بموتٍ أو فرقة طلاقٍ أو فسخ، بل حتى تنتهي عدتها إن كان مدخولًا بها، وذلك لأسباب منها ما يتعلق بطبيعة المرأة التى لا يناسبها هذا الأمر، ومنها ما يتعلق بحفظ العِرض أو النَّسل..
وهذا مما أفاض العلماء فى شرح حكمته، يقول ابن القيم الحنبلي: (.. لو أبيح للمرأة أن تكون عند زوجين فأكثر لفسد العالم، وضاعت الأنساب، وقتل الأزواج بعضهم بعضًا، وعظمت البَلِيَّة، واشتدَّت الفتنة، وكيف يستقيم حال امرأة فيها شركاء متشاكسون! وكيف يستقيم حال الشركاء فيها !) .

وقال الإمام ابن مودود الموصلي: (..ولأن ذلك يفضي إلى اشتباه الأنساب، لم يُشرَع الجمع بين الزَّوْجين في امرأة واحدة في دينٍ من الأديان)

ويؤكد د.شوقى علام أن حرمة جمع المرأة بين أكثر من زوج من الأحكام الثابتة بيقين التي لا تقبل الاجتهاد أو التأويل؛ وذلك لقول الله تعالى في معرض بيان المحرمات من النساء فى سورة البقرة: «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ» وفى تفسير هذه الآية قال الإمام ابن كثير: (أي: وحُرِّم عليكم الأجنبِيَّات المحصنات، وهنَّ المُزَوَّجات).

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية