تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر فى مواجهة التحالف الإخوانى الصهيونى!
عندما نقرأ عبارة «التحالف الإخوانى الصهيوني»، قد يندهش للوهلة الأولى الكثير منا، ويعتقدو أن الأمر قد يكون مبالغا فيه، ولا يمكن تصوره، ولكن فى حقيقة الأمر، يجب أن ندرك أنه لا توجد أى مبالغة، ويمكن تصور ذلك، لأن وحدة الهدف قد تحتم نشأة هذا التحالف، حتى لو قد كان بصورة غير معلنة.!
ولا ينبغى أن ننسى أن قيام ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ونجاح الشعب المصرى فى استرداد الوطن، ونهاية حكم الإخوان، وفشل مخطط الإدارة الأمريكية الصهيونية فى إنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد، قد أدى إلى وحدة الصف بين جماعة الإخوان المتأسلمة والإدارة الأمريكية الصهيونية،
ومن هنا بدأت رحلة التآمر ضد الدولة المصرية، وتعرضها لتحديات إقليمية ودولية غير مسبوقة، للعمل على إسقاطها! كما لا ينبغى أن ننسى أن جماعة الإخوان تسير على خطى الإدارة الأمريكية، والصهيونية، وما حدث من تنسيق، وتدبير، بينها وبين أوباما إبان ما يسمى بالربيع العربي، يؤكد بكل وضوح التحالف غير المعلن، بهدف إسقاط الدولة المصرية، وما يترتب على ذلك من سهولة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتقسيم الوطن، لأن أعضاء هذا التحالف يدركون جيدا أن بقاء الدولة المصرية، بكل مقوماتها، خاصة الجيش المصري، يعنى استحالة إحياء هذا المشروع.
وما يؤكد وجود أجندة مشتركة بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية، والإدارة الصهيونية، هو ذلك التوجه المتعمد لتشويه الدور المصرى فى القضية الفلسطينية، بهدف تهديد السلام الاجتماعى فى الداخل المصري، وتفكيك المجتمع، ونشر الفوضي، وإنهاك مؤسسات الدولة، بحيث تتم تهيئة الظروف للانقضاض والسيطرة على مقدرات مصر خلال مدى زمنى قصير!
وقد يتساءل بعض المتابعين لماذا تتلاقى إرادة جماعة الإخوان المتأسلمة مع الصهاينة والإدارة الأمريكية؟ ولماذا خضعت هذه الجماعة لأوامر الإدارة الأمريكية والصهيونية؟ وما هى الأدلة الواقعية التى تبرهن على صحة وجود التحالف الإخوانى الصهيوني؟ وماذا فعلت جماعة الإخوان لتأكيد كل ذلك؟
يجب أن ندرك جيدا أن عدم استسلام الإدارة المصرية لطلبات الإدارة الأمريكية بشأن تهجير الفلسطينيين، وعدم تعاون مصر مع إسرائيل بشأن معبر رفح وتهديد حياة الفلسطينيين، وإصرار القيادة السياسية المصرية على عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية، تعتبر دون أدنى شك أهم الأسباب الحقيقية لتوجه الإدارة الأمريكية والصهيونية لقيادات جماعة الإخوان، والتخطيط معهم، لارتكاب كافة الأفعال، والتصرفات، التى تعمل على تغييب الدور المصري، بشأن القضية الفلسطينية، وإثارة الرأى العام العالمى بصفة عامة ضد مصر، والعمل على زلزلة الداخل المصرى بصفة خاصة وقلبه على القيادة السياسية!.
وقد وجدت الإدارة الأمريكية، والصهيونية، فى جماعة الإخوان المتأسلمة أرضا خصبة، لتنفيذ مخطط إسقاط مصر، وخاصة أن هذا الهدف هو ذات هدف هذه الجماعة، كما أن تهديد الكونجرس الأمريكى بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، قد أدى إلى خنوع هذه الجماعة خنوعا كاملا للإدارة الأمريكية، والصهيونية، وتنفيذ أوامرهم إرضاء لهم!.
ويمكن التدليل واقعيا على صحة وجود التحالف الإخوانى الصهيونى غير المعلن، من خلال عرض الشواهد التالية:
أولا: قيام كمال الخطيب القيادى فى الحركة الإسلامية الفلسطينية بالتنسيق مع الإخوان، للتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، واتهام مصر بإغلاق معبر رفح، وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة،
وقد تم كل ذلك بموافقة الأمن الإسرائيلي، وبدلا من مهاجمة العدو الصهيوني، قد تم الهجوم على مصر بالمخالفة للواقع الذى يشهد بعظمة المواقف الثابتة للدولة المصرية لنصرة القضية الفلسطينية.
ثانيا: فى ذات الوقت الذى يتم فيه التظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، يتم التعرض للسفارات المصرية فى بعض عواصم دول العالم، وقيام المنتمين لجماعة الإخوان المتأسلمة بالهتاف ضد مصر، والمساس بمكانتها، وسمعتها، وما يلفت الانتباه ويؤكد على التحالف الإخوانى الصهيونى الخفي، هو عدم توجه أعضاء هذه الجماعة تجاه السفارات الإسرائيلية، وحصارها، والتنديد بجرائم الحرب التى يرتكبها نيتانياهو وعصابته ضد الشعب الفلسطينى البرىء!.
ثالثا: قيام قيادات جماعة الإخوان المتأسلمة بالتحريض المباشر ضد مصر، ومحاولات المساس بسيادتها، فها هو القيادى الهارب محمد الصغير يدعو علنا إلى مهاجمة مصر، واقتحام حدودها بحجة إدخال المساعدات إلى غزة، ويدعو الشباب المصرى والعربى إلى مقاومة الاحتلال المصري، كما أن القيادى محمد إلهامى يدعو إلى احتلال سيناء، والقضاء على الجيش المصري، والقيادى أبو بكر خلاف يؤسس شبكة إعلامية تضم الآلاف من الصحفيين للهجوم على مصر، وقيامه بالعمل مراسلا لإحدى القنوات الإسرائيلية، وقد كان له دور بارز فى الدعوة لإغلاق السفارات المصرية بالخارج.!
وإزاء هذه الحرب الشرسة ضد مصر، استطاعت الدولة المصرية أن تكشف المستور، وتبين للعالم كله أكاذيب جماعة الإخوان المتأسلمة، وأكاذيب مجرم الحرب نيتانياهو، وتواطؤ الإدارة الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني، واستخدام نفوذها وصلاحياتها، لعرقلة أى جهود، أو إصدار أى قرارات لصالح الفلسطينيين، وما يؤكد ذلك ما حدث فى جلسة مجلس الأمن الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية، عندما تم استخدام حق الفيتو، لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار بوقف إطلاق النار فى غزة!
كما أن دعم الدولة المصرية لحل الدولتين، ورفض تهجير الفلسطينيين، والوقوف ضد كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية، قد أربك التحالف الإخوانى الصهيوني، وعدم إعطاء الفرصة للنيل من مكانة مصر، وتشويه دورها الوطنى تجاه هذه القضية،
ولعل كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة فى القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالدوحة، تعتبر بمنزلة الرصاصة القاتلة للتحالف، لأنها بينت للجميع التزام مصر بحماية الأمن القومى العربي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية