تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. شحاتة غريب > ثورة 30 يونيو ونهاية استعمار الفاشية الدينية!

ثورة 30 يونيو ونهاية استعمار الفاشية الدينية!

يحتفل الشعب المصرى العظيم هذه الأيام بالذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو 2013، التى قام بها ضد استعمار جماعة الإخوان المتأسلمة لمصر، هذه الجماعة التى خططت، وتآمرت، بهدف القضاء على مقدرات الشعب، وتخريب مؤسسات الدولة، وتحريف الحقائق، ونشر الفتن، والشائعات الكاذبة، ليصب كل هذا فى مصلحة التنظيم الدولى لهذه الجماعة، وعملائها، وتنفيذ كل سطور الدمار المكتوبة فى أجنداتهم المشبوهة!.

 

ويأتى احتفال المصريين بذكرى هذه الثورة العظيمة، من أجل تذكير الجميع بجرائم جماعة الإخوان المتأسلمة ضد الوطن، حيث لم تأخذ هذه الجماعة أى رحمة عندما كانت تتعامل مع أى مواطن، قد نطق بالحق فى وجه قادتها المضللين، وقد أخذت من تشويه وتحريف الحقائق طريقا لها، وبمساعدة بعض الفضائيات، والمنصات، والكتائب الإلكترونية، لتهديد تماسك المصريين، ووحدتهم، بهدف النيل من سلامة الوطن واستقراره!.

والجميع يتذكر ما فعلته جماعة الإخوان المتأسلمة، وما زالت تفعله، من محاولات لا تنتهي، تستهدف هوية مصر، والعمل على أخونة الدولة، وأن تكون ملكا لتنظيم الإخوان، وليس ملكا للشعب! لأن عقيدة جماعة الإخوان المتأسلمة لا تعترف بسيادة الدولة، ولكنها تعترف بسيادة التنظيم!.

هذه الجماعة استطاعت أن تخدع بعض أبناء الشعب المصرى بشعاراتها الدينية، حتى تمكنت من حكم مصر عقب أحداث ما يسمى بالربيع العربى التى اندلعت فى يناير 2011، وقد حاولت فى هذه الفترة أن تقوم بإقصاء المصريين المعارضين لسياساتها العنصرية من أى مشاركة فى إدارة شئون الحكم، وأن أمور الحكم تكون قاصرة فقط على أعضاء هذه الجماعة، وعلى الجميع من غير هؤلاء السمع والطاعة لكل أوامرهم دون أدنى نقاش!.

وقد ظل بعض المصريين فى حالة من فقدان الوعي، بسبب استغلال جماعة الإخوان المتأسلمة للدين، كسلاح سحري، يمكنها من الانتصار على المعارضين لها، إلى أن اكتشف معظم أبناء الشعب خداع وضلال هذه الجماعة، وخاصة بعد أن لاحظ المصريون ما يلي:

أولا: على المستوى السياسي: أن جماعة الإخوان قد أصدرت إعلانا دستوريا، يحصنها ضد أى أحكام قضائية، ويمكنها من الهيمنة السياسية على الحياة النيابية، حيث لا يمكن لأى مواطن شريف، وأيا كانت شعبيته، أن يكون عضوا فى البرلمان، طالما أنه لم يدرس فى مدرسة الإخوان، وليس من خريجى هذه المدرسة!. كما أن السياسة الخارجية المصرية لم تعد من صنع أبناء الوطن الشرفاء، ولكن قد كانت من صنع أعضاء مكتب الإرشاد، وأعضاء التنظيم الدولي، وقد أصبح الصالح الوطنى آخر الأشياء التى يمكن التفكير فيه، ومن ثم قد أصبحت الأرض المصرية مرتعا لأجهزة دول متعددة، تعمل دون انقطاع على عدم استقرار مصر سياسيا!.

ثانيا؛ على المستوى الأمني: سادت حالة من الفوضي، والانفلات الأمني، كل ربوع الوطن، وقد كانت قيادات جماعة الإخوان المتأسلمة فى حالة اجتماع دائم، بهدف تحريض أعضاء هذه الجماعة على ارتكاب أعمال التخريب، والتدمير، وإشاعة الخوف، والرعب، بين صفوف المصريين. ولعل الجميع يتذكر ما كان يحدث فى ميدان التحرير، وشارع محمد محمود، وأمام قصر الاتحادية، وأمام المحكمة الدستورية العليا، وفى معظم ميادين وشوارع مصر، من جرائم إرهابية، تستهدف استقرار الوطن، ولعل الجميع يتذكر أيضا ما ذكره بعض قادة هذه الجماعة فى أحاديثهم عبر بعض القنوات، والمنصات، من تهديد مباشر للمصريين، إذا قرر أحدهم مجرد محاولة المساس بحكم جماعة الإخوان لمصر، وهو ما يؤكد مدى حرص التنظيم الدولى لهذه الجماعة على السيطرة على مصر تحديدا..

ثالثا: على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والثقافي: انهار الاقتصاد المصري، ولم يجد الشعب المصرى أى طمأنينة تتعلق بأمنه الغذائي، وقد كانت حياة المصريين شبه خالية تماما من مقومات هذه الحياة، كالكهرباء، والغاز، والمياه، وبدلا من وجود دولة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، قد أصبح الحلم يكمن فقط فى توفير أنبوبة البوتجاز!. كما أن القلق حول فكرة التماسك الاجتماعى ومدى استمرارها، قد أصبح محل اهتمام كل المصريين، نظرا لما شاهدوه من أحاديث خطيرة لقيادات جماعة الإخوان المتأسلمة حول استبعاد العديد من أبناء الوطن من المشهد العام، على أسس دينية، وطائفية، لدرجة قد أدت إلى التفكير بجدية فى الهجرة من الوطن، خاصة أن الهوية الثقافية لمصر تتعرض للتشويه، وبدلا من احترام التنوع الثقافي، قد أصبح اتباع الهوية الثقافية الإخوانية هو الملاذ الآمن لأى مواطن يريد الاستمرار فى العيش فى مصر. لكل ذلك لم يصمت الشعب المصرى طويلا، لأن الظاهر والباطن فى كل أعمال جماعة الإخوان المتأسلمة، ليس فى صالحه، ولم ينخدع مرة أخرى فى أساليب وحيل هذه الجماعة، وقد قام بثورته العظيمة فى الثلاثين من يونيو 2013 لاسترداد الوطن، وليكتب نهاية استعمار الفاشية الدينية لمصر!.

ورغم ذلك فإن السؤال الذى يطرح نفسه هو:
هل انتهى بالفعل وللأبد هذا الاستعمار؟!

لقد قضت ثورة الثلاثين من يونيو على حكم جماعة الإخوان المتأسلمة، وأسقطته، فى وسط ذهول إقليمى ودولي، بما فعله الشعب المصرى العظيم، ضد الظلم والطغيان والعنصرية، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن محاولات أخونة الدولة لن تتوقف، وستستمر هذه الجماعة، وعملائها، فى الهجوم على الدولة المصرية، وهو ما يتطلب من الجميع أن نتذكر دائما ما فعلته هذه الجماعة من جرائم إرهابية ضد المصريين، وأن نستلهم روح ثورة الثلاثين من يونيو فى مواجهة كل هذه المحاولات، كى تكون نهاية استعمار الفاشية الدينية إلى الأبد!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية