تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. سعد الدين هلالى > الحوار الوطنى وثالثة معارك الجمهورية الجديدة

الحوار الوطنى وثالثة معارك الجمهورية الجديدة

المعارك الثلاث التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى برشد وحكمة ومهارة وتوفيق مشهود - باتخاذ شعبه ظهيرًا له - هى القضاء على الإرهاب، والانطلاق بالتنمية، ثم التأهل للحمة الشعبية بالتطهر من الانقسام المجتمعى أو داخل الأسرة الواحدة الذى أحدثه تآمر الماكرين بالمصطلحات كالفوضى الخلاقة، والبائعين للوهم كادعاء معرفة مراد الله فى شريعته، مستغلين مرضى النفوس المتخذين مبدأ إما فيها أو أخفيها، ومسعورى السلطة المتخذين مبدأ ما تكسب به العب به، ولهؤلاء سحرة من المتكلمين اتخذوا شعار الصحوة الإسلامية، وعبدة للمال من المبتدعين لوظيفة حماة الدين وحراس العقيدة, للإيقاع بالبسطاء، واستدراج الأتباع، وتجنيد المجذوبين، وغواية المترددين, فأملى لهم القدر كما شهدنا فى 2012م، وما علموا أن كيده متين؛ حتى فضح شأنهم الإرهابى، وكشف مشروعهم التخريبى، وعرى وسيلتهم المفتنة التى تتخذ من الانقسامات الدينية والأيديولوجية طريقًا لاختطاف السلطة؛ اتباعًا للقاعدة الشيطانية فرق تسد.

 

وكانت البداية باستدعاء الشعب المصرى الأصيل ابنه البار - الرئيس عبدالفتاح السيسى - ابن مؤسسته العسكرية التى يعتز بها، ويفخر بخيريتها رباطًا وجأشًا وجسارة فى 2013م؛ لقيادة معاركه الثلاث التى فرضتها عليه الأوضاع المتردية، أو المؤامرة التى دبرت على نار هادئة فى بضعة عقود، ويتحمل وزرها الإخوان ومواليهم المتخذون لقوى أجنبية لهم ظهيرًا، والموقظون للفتنة باسم حاكمية الله بأيديهم، أو ما يعرف بالإسلام السياسي؛ لتمكين تلك المؤامرة أن تعصف بالبلاد وتقسمها إلى إمارات متصارعة؛ مستغلين توقف عجلة التنمية والإعمار أو تقزمها فى مرحلة غابرة، ومهددين باستدعاء ميليشياتهم العسكرية وإعلان الإرهاب ببحور الدماء.

اجتمعت إرادة القائد والشعب على الحق والعدل والشرف والنزاهة والتنمية والبناء والتطهر من العنف والفتن والكراهية والفرقة؛ فاتخذوا قرار خوض المعارك الثلاث (تصفية الإرهاب، وانطلاق التنمية، والتطهر من الانقسام المفتعل)؛ فكتب الله لمصر النصر على الإرهاب بكلفة كبيرة فى الأرواح والأموال، كما كتب لمصر الفوز بانطلاق عجلة الإعمار والتنمية والإصلاح الاقتصادى بكلفة باهظة محسوبة فى أولى مراحل الانطلاق التى ستبلغ بالصبر الجميل على العمل الجاد مبلغ ما تشتهيه الأنفس الطيبة وتلذ الأعين الراضية، والذى نرجوه قريبًا رغم أنف المشككين.

ولم يعد أمام الشعب المصرى العظيم وقيادته السياسية الأمينة من معاركه الثلاث التى اتفق على خوضها سوى معركة استرداد اللحمة المصرية الشعبية الكاملة بانضمام ضحايا قيادات الإخوان والمتآمرين إلى أحضان الوطن وصفوف المواطنين، وإعلان التطهر من الكراهية والتخوين والانقسام والفرقة - باسم الدين أو الأيديولوجيا - التى يراهن عليها المتآمرون وأذنابهم للانتكاس نحو إضاعة دولة المصريين التى أقاموها بسواعدهم، وسيادة المصريين التى رفعوا شأنها بين الأمم بدمائهم.

وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى إطلاق الحوار الوطنى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية بالتنسيق مع كل تيارات وفئات المجتمع خلال شهر رمضان فى أبريل 2022م تحت مظلة الجمهورية الجديدة.

وبعد الانتهاء من تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى ولجانه من كل الأطراف وإعداد التجهيزات اللازمة انطلقت فعالياته بجلسته الافتتاحية يوم الأربعاء 3 مايو 2023م على الهواء بكلمة السيد الرئيس المحتضنة كل المصريين، والواعدة بتمكين كلمة المصريين السواء لأمان الوطن والمواطنين، ثم بكلمات افتتاحية للمنسق العام ورئيس الأمانة الفنية للحوار ونخبة من كبار المفكرين وذوى الشأن العام.وقد تشرفت بدعوتى لتلك الجلسة الافتتاحية التاريخية، وتابعت بتركيز واهتمام بالغين كلمات نخب مصر العظماء الذين أثبتوا بصدق مشاركتهم وبتلقائية أفكارهم وانتقاء عباراتهم اجتماعهم على حب الوطن، وتثمين دعوة الرئيس إلى الحوار فى القضايا المشتركة؛ لتوحيد الجبهة الداخلية أمام تحدياتها. وقد أخذتنى بإشباع فكرى ومنهجى ورقة العمل التى قدمها السياسى المحنك، والأكاديمى المرموق الدكتور حسام بدراوى فى الجلسة الافتتاحية حتى رجوت تعميمها ثقافيًا, لما اشتملت عليه من ثوابت وطنية، وأصول تقدمية، وحلول إجرائية، وجسارة إقدامية، ومصدات سياسية فى سبيل سيادة الشعب الموحدة، وتعاونه على بناء نفسه علميًا، وبناء بلده حضاريًا، وإنهاء فتنة الصراع للحكم أو للدين إلى الأبد دون الالتفاف على المطلب الشعبى والسيادى بتجديد الخطاب الدينى على الوجه اللائق من مقام الله العلى إلى مقام الإنسان المكرم بأصل الخلقة, بحيث تتم تنقية هذا الخطاب من كل ما يستبيح الدماء فى غير دفع العدوان بمثله، أو يدعو إلى الطائفية ويؤجج العصبية ويبث الكراهية، وليس كما قيل بتجديد الفكر الدينى الذى - مع أهميته - يخص صاحبه ويخضع لانشراح قلبه, بخلاف الخطاب الذى هو توجيه الكلام إلى الغير،

فالخطاب يتعلق بالآخر ليجمعه أو ليفرقه. من هنا كانت الحاجة إلى تجديد الخطاب الدينى على الوجه الذى يجمع ولا يفرق، ودون مواربة بالدعوة التى فى ظاهرها رحمة وفى باطنها عذاب، والتى تعرف بحوار الأديان أو المذاهب، فأى حوار دينى - بين أبناء الدين الواحد، أو بين أصحاب الأديان المختلفة - هو فى الحقيقة جدل لا ينتهى، ولا طائل من ورائه إلا الخصومة أو الكراهية، فأفضل ما نتعامل به فى هذا الملف هو التعددية الدينية والفقهية بالمبدأ القرآنى: «لكم دينكم ولى دين» (الكافرون: 6). كم أشفق على أمانة هذا الحوار من جهد فى الجمع بين درر أفكار المشاركين المخلصين، وجواهر أطروحاتهم، وتنقية الغث من السمين عند اللزوم، وهنيئًا لمصر بأبنائها الصادقين المنتصرين - بإذن الله - فى معركة التطهر من الانقسامات المفتعلة، وتحية إكبار وتعظيم لقيادة مسيرتنا الرشيدة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية