تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حتى لا ننسى جرائم الإخوان

أيام معدودات وتحتفل مصر وشعبها بثورة 30 يونيو، الثورة الشعبية التى أنهت عامًا من أقسى الأعوام التى مرت على مصر والمصريين، وقضت على حكم كاد يعصف بكل مقدرات الوطن وبحياة شعبه؛ الوطن الذى لم يعرف الغلو والتشدد لكونه مجتمعًا زراعيًا قديمًا بنيت حضارته على قيم مدنية: التسامح، التعاون، الرغبة فى الاستقرار والعيش المشترك مع الآخرين، وشعب يميل إلى الحرية والكرامة والتماسك والتلاحم الاجتماعى.

لذا بقيت الحضارة المصرية على مر التاريخ لا يعتريها أى خلل بفضل الطاقة الداخلية التى ولدتها الحياة المدنية والتى بدورها شكلت رابطة الجماعة الوطنية التى دافعت عن استمرارية المجتمع والحفاظ على استقراره وتماسكه خلال تاريخه الطويل حتى فى أحلك الظروف.

إن ما حدث فى نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة، لحدث استثنائى فى تاريخ مصر؛ فتلك الأحداث العنيفة التى بدأت منذ نهاية العام 2010م بحادث مأساوى غير مسبوق، وهو تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى ليلة احتفال المسيحيين برأس السنة الميلادية كان بمثابة إعلان عن بداية تخطيط جهنمى لزعزعة الاستقرار والأمن فى البلاد، وإحداث الفتنة بين المصريين.

لقد كان هذا الحدث وما تلاه من أحداث بمثابة «بجعة سوداء» ظهرت فجأة وبصورة غريبة لتعلن اندلاع أحداث غير مسبوقة، على الأقل فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وفى خلال أيام قليلة، اندلعت ثورة شبابية، كانت هى الأخرى نتاجا لأوضاع داخلية وخارجية، لإزاحة النظام وبعد أن حققت الثورة أهدافها، استطاعت جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة التى يعرف الشعب المصرى تاريخها الحافل بالعنف، ومعها فصائل إسلامية من هنا وهناك أن تتصدر المشهد وتحدث حالة من الفوضى والاستقطاب الحاد بين المصريين، حالة تسعى إلى انتزاع مصر من هويتها الثقافية والحضارية والسياسية. وقد استطاعت الجماعة ومن يواليها أن تنشر خطابا للكراهية ضد أبناء الوطن الواحد وإحداث حالة من اللايقين وفقدان الثقة فى مؤسسات الدولة المنوطة بحماية الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.

قفزت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة فى العام 2012م وخلال عام واحد تمكنت من تحقيق مآربها، فعلى الرغم من القسم الذى أقسمه محمد مرسى بعد فوزه بالرئاسة بالحفاظ على استقرار الوطن وسلامة أراضيه، إلا أن مخاطبته الشعب «بأهلى وعشيرتي» كانت بمثابة إشارة واضحة إلى تغيير هوية الدولة والنيل منها واستبدالها بهويات ضيقة تتخذ من التراث الشعبى والدينى مرجعية، فلأول مرة يخاطب رئيس مصرى شعبه» أهلى وعشيرتي» وهنا أدركنا أنه لا يخاطب الشعب المصرى، بل يخاطب جماعته التى استطاعت خلال عام واحد أن تحدث شرخًا بين الشعب المصرى بكل فئاته من ناحية وبينه وبين الدولة العميقة والعريقة، خاصةً مؤسسته العسكرية التى يشهد لها العالم والتاريخ بوطنيتها وكفاءتها، من ناحية أخرى.

وسرعان ما عمل الإخوان على أخونة الدولة والسعى إلى تفكيك مؤسساتها، فلقد كان الإعلان الدستورى إعلانًا واضحًا على تقنين الديكتاتورية وإحلال مراكز للقوى داخل الدولة المصرية، بدأ الإخوان فى دخول معركة شرسة مع القضاء المصرى ومحاصرة المحكمة الدستورية وتعيين نائب عام محل النائب عبدالمجيد محمود، تكفير المعارضة والإعلاميين ومحاصرة رموزها، توثيق العلاقات مع بعض الدول المعادية لمصر، استقبال الإرهابيين داخل القصور الرئاسية وفى الاحتفالات الرسمية. لقد أدت كل هذه الممارسات إلى استنفار جموع الشعب المصرى الذى خرج للإعلان عن غضبه ورفضه هذه الممارسات.

بدأ الصدام بين الشعب المصرى وبين أنصار الجماعة، الصدام الذى راح ضحيته المئات بل الآلاف من المواطنين الشرفاء الذين خرجوا للدفاع عن بلادهم وحمايتها من عنف جماعة لا طالما كان العنف وسيلتها لتحقيق مآربها.

زاد عنف الجماعة بعد إسقاط حكمهم، وبعد فض اعتصام رابعة، الأمر الذى كلف الدولة تكلفة باهظة فى سبيل مكافحة العنف الذى طال الأفراد والمؤسسات، لقد استطاعت مصر بقوتها الناعمة، والخشنة أيضًا، أن تعيد هويتها وسلامها لكى نظل نردد دائمًا «لك يا مصر السلامة».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية