تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر والعبور لبر الأمان
فى مكان جميل تحتضنه وتحيطه الشواطئ وتمر به الأنهار الطبيعية كان يعيش أهل المنطقة حياة آمنة مستقرة، ويباشرون حياتهم اليومية بشكلٍ منتظم. لكلٍ منهم اماله وطموحاته وتطلعاته، كلٍ على قدر إمكاناته المادية وايضا وفقا لإمكاناته وقدراته على الحلم والتخطيط ورسم الطريق لمستقبل أفضل له ولأسرته.
وفى ليلة حالكة شديدة الظلام غاب فيها القمر بين غيمات المطر الكثيف، إذ بتوسونامى مدمر خلَف بعده من الخسائر البشرية والمادية مايجعله من أكثرالكوارث فتكا فى تاريخ هذه المنطقة. أُصيب أهل المنطقة بالخوف والهلع واستيقظوا على انهيار العديد من البيوت وانهيار أساسات البعض الآخر بالإضافة الى انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم البيوت إضافة إلى انهيار شبكات الصرف الصحى وقُطَعت معظم الطرق والاتصالات وباتت الحياة شبه متوقفة.
كانت الدلائل والمؤشرات تدلل و تشير وتتوقع حدوث مثل هذا التوسونامى وان المنطقة معرضة للمخاطر ولكن أهل المنطقة لم يتخذوا الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة التى من شأنها الحفاظ على البيوت من الدمار، وقد يرجع ذلك لعدة اسباب: ربما لسوء التقدير، والذى قد يرجع لعدم دقة البيانات فى الأساس، وبالتالى كانت التوقعات أقل من الواقع الفعلى، وربما لغياب التنسيق بينهم، او ربما لضعف الإمكانات المادية والبشرية التى تمكنهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهة مثل هذه المخاطر، وربما لضعف ثقتهم فى قدراتهم على التصدى لمثل هذا النوع من الكوارث المدمرة و البالغة الخطورة.
كانت إحدى هذه الأسر الأصيلة والعريقة والتى تعيش فى بيت هو الأقدم والأكبر والأهم فى المنطقة والذى يتميز بطرازه المعمارى الفريد من نوعه على الإطلاق، وتعد الأصالة والعراقة هما السمة الأساسية المميزة له حتى إنه كان جاذبا لكل من يسمع عنه فيتطلع الى زيارته. إضافة إلى موقع هذا البيت المتميز لكونه يتوسط المنطقة، حتى إن هذا البيت العريق عرف بأنه يمثل نقطة التلاقى للقادم من كافة الاتجاهات. وكانت هذه الأسرة لديها مزرعة ومصنع يعيشون منهما بما يضمن لهم دخلا منتظما يُمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة .
تأثر هذا البيت العريق بهذه الكارثة التى ألمت بالمنطقة كما تأثر كل من المصنع والمزرعة. ورغم هول الكارثة وشدتها التى هدَمت العديد من البيوت المجاورة، فإن البنيان القوى وأصالة البناء ومتانة الأساسات قد حافظت على أعمدة البيت العريق من الانهيار. ولكن هذه الأساسات مازالت تحتاج إلى دعامات وإصلاحات والكثير من الترميمات. كان على المسئول عن هذه الأسرة أن يواجه الأزمة بشجاعة، ويتحمل مسئولياته الهائلة لمواجهة تداعيات الكارثة العنيفة التى المت بالمنطقةبأكملها. كما كان عليه ان يحدد أولويات المرحلة ليقود الأسرة بكل هدوء وحكمة لعبور الأزمة حتى يصل بهما إلى بر الأمان. كان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو عن طريق وضع رؤية مستقبلية محددة وخطة عمل واضحة ، فهذا القائد يؤمن بأن السبيل الوحيد للنجاح فى اجتياز الصعاب هو الطريق الذى يرتكز على العلم والعمل. وحتى يتمكن من وضع هذه الرؤية بطريقة مدروسة قام القائد بدراسة كافية وافية ومدققة لجميع أبعاد الوضع الذى أصبح عليه بنيان البيت وأحواله الداخلية وتقدير ما به من تلفيات تتطلب اعمال الترميم والصيانة حتى يليق بأبناء هذا البيت العريق.وقام بدراسة وافية لجميع الإمكانات الحالية للأسرة والوقوف على ما تمتلكه من ميزانية، إضافة إلى تحليل ما يمتلكه البيت من مميزات ونقاط قوة وما يمتلكه افراد هذه الاسرة أنفسهم من نقاط قوة للعمل على تعظيم الاستفادة منها، والوقوف أيضا على نقاط الضعف حتى يتمكن من تقليل تأثيرها قدرالإمكان.
هذا بالإضافة إلى الوقوف على حال أبناء البيت أنفسهم بعد انتهاء هذه الكارثة وحاجتهم الى الشعور بالطمأنينة. فعمل على تعظيم ثقتهم بأنفسهم، وأكد قدرتهم على تجاوز هذه الأزمة معا، مع التأكيد الدائم لهم على ضرورة مواصلة العمل الدءوب لتحقيق مستقبل مشرق للجميع. فذكرهم بتاريخهم الزاخر بالانتصارات وتخطى الصعاب. قام القائد أيضا بدراسة الأحوال والظروف المحيطة بهم فى المنطقة، فكان عليه استطلاع وتقدير ما قد يحدث من تغييرات وتحولات، للوقوف على ما قد يتاح من فرص والتى يمكنه الاستفادة منها مستقبلا. كما قام بتقدير ما قد تسفر عنه هذه التغييرات المتوقعة من تهديدات قد تواجههم وينبغى عليه الاستعداد لها. وربما بالتفكير الذكى والعميق قد يتمكن من تحويل بعض من هذه التهديدات المتوقعة الى فرص يمكنه الاستفادة منها ايضا.
بقيام القائد, عبدالفتاح السيسى، بهذه الدراسة الشاملة المتعمقة، اكتملت أمامه الصورة بجميع تفاصيلها فقام بوضع رؤية شديدة الذكاء، شديدة الطموح رؤية مصر 2030 مبنية على فهم جيد ومتعمق، وعلى الإيمان القوى بقوله تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» بشارة من الله سبحانه وتعالى لكل مؤمن بأن العسر لا يدوم وأن الفرج قريب، هذا بالإضافة إلى ثقته غير المحدودة فى القدرات الأصيلة لأبناء هذا البيت العريق والتى تميزه عن الآخرين،وتاريخهم الحافل بتجاوز المحن والصعاب، بل وقدرتهم الفريدة فى تحويل المحن الى منح على مر العصور.>
أستاذ السياسات العامة ... جامعة حلوان
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية