تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اقتربنا من قطف الثمار
الأديب.. إذ يرفع قلمه كفاحًا داخليًا وطنيًا، يُعبر عن احتياج الإنسان إلى البقاء والمعنى فى هذا الكون، ليس فقط لأنه يحمل لقب كاتب أو أديب ولكن لكونه مواطنًا محبا لبلده الذى ترعرع وعاش فيه، ولأنه مكلَّف بمهمة، بل هو وريث اللحظات التى عاشها والأوجاع التى مر بها، والأحلام التى تنبت فى ظلمات الليل ليكمل روايته، ليس فقط لأجل أن يبقى حيًا فى معناه ومضمونه، بل لأنه لا يستطيع أن يتوقف، فإن لم يسطر كلماته فسيكتم داخله عوالم لن تُشاهَد النور، ففى هذا العصر المتسارع، يجب أن يظلَّ الأديب والكاتب حملة للروح الإنسانية، رواة للحكايات الباطنية، وناقلين لمشاهد الواقع والأحلام، إنهم يحملون راية الإنسانية والتجربة الوطنية، يتحدَّون المصاعب والعقبات ببسالةٍ لا تلين، لأنهم يعلمون أنه بالقلم والكلمة يصنعون عالمًا جديدًا، يحملون فيه النور والإلهام، إنها اللحظات ذاتها التى ينسج فيها المواطنون الشرفاء عبق حياته، بين دقات قلبه تتجلى أهمية البقاء والاستمرار، فلا يكتمل الإنسان إلا عندما يظهر بعبقٍ من الإرادة والتصميم فى المواجهة والتحدى.
ذاته ما نوجزه من الآراء الشاسعة التى تحدثت عن الجهود الملحوظة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى إنشاء مشاريع وطنية عملاقة، تلك المشاريع التى غيَّرت وجه البلاد، أعادت بناءً شاملًا لمئات المدن، ومناطق الإنتاج الصناعى، وأطلقت حياة جديدة باستصلاح مساحات شاسعة فى الصحراء العظيمة، فقد تسللت قرارات الإصلاح واقتحام العقبات عبر الظروف الصعبة، تحمّلناها بكل طاقة وصبر وسهر لتحويل هذه المشروعات الهائلة من حلم براق إلى واقع ملموس، لتتحول إلى حافز يُحرِّك كافة جوانب الحياة المصرية.
فلقد اعتدنا زمنًا على إصلاح المشاكل بتدبير الظروف، بدلًا من التحمل والتضحية من أجل إعادة بناء شامل، فكانت النتيجة تراكم المشاكل وتعقيدها، لكن ها هو الزمان يشهد تحمّل القائد للمخاطر، اختياره للطريق الأكثر صعوبة وكلفة، أى أن يُجرى عملية إعادة بناء شاملة من جذورها، انطلقنا من أعماق الريف المصرى، المحافظ على عُراه القديمة وجموده أمام رياح التغيير، تجاوزنا الأوضاع الجغرافية الضيقة فى الوادى والدلتا، حيث تكدَّس مئات الملايين، كادت القرى والمدن أن تندثر تحت الخرسانة والشوارع الضيقة، تخنقنا فى ظلِّ تلك الزحامات والتكدسات المعبِّرة عن الحياة فى مأزق.
لم يعد هذا الوضع مُحتملًا، ولا مُعقولًا أن يستمر، لم نعُد قادرين على إمضاء نصف أوقاتنا فى شوارع مغلقة، تلك الشوارع التى أصبحت عقداً ملتوية بدون شبكة من الطرق والجسور العابرة للتقاطعات، كان الجميع مهدَّدًا بالشلل المرورى، وكادت الأمور تتوقف تمامًا، كيف يمكن للحياة أن تنتظم عندما تندلع أزمات التكدس والاختناقات، حيث يصبح من الصعب الخروج من المنازل والتنقل؟ فكيف نحمل عبء فقدان نصف يومنا فى مشاكل الشوارع المزدحمة؟.
بفضل آلاف الكيلومترات من الطرق والمئات من الجسور التى تخترق التقاطعات، تجنَّبنا الشلل والإحباط، إذا تخيلنا تأخير تلك العمليات الجراحية الجريئة فى أوعية قلب البلاد، لكانت النتائج كارثية. هذا ليس سوى مثال صغير عن الجهد الجبار والنجاح السريع فى إعمار الطرق والتوسع فى المدن، دمج الأرض الفارغة فى مدينة مكتملة الخدمات مثل العلمين الجديدة، والتى تألقت بروعة بنيانها وتخطيطها وحيويتها، وهناك ما يقرب من 30 مدينة أخرى تحمل بريقاً مماثلاً وتصميماً حديثاً، تتجاوز المدن المبنية بدون تخطيط والتى وصلت إلى حد الاختناق هذه المدن الذكية تحمل فى طيّاتها عصر الذكاء الاصطناعى والتطور التكنولوجى الذى يعدُّ لنا فرصًا عظيمة.
الأمر لا يتعلق بالطرق والبنية التحتية وحدها، بل هو أيضًا عن الجامعات العصرية التى تستنير عقول شبابنا بأحدث المعارف، تلك التخصصات التى تواكب الزمن، تمهِّد الطريق لشباب مؤهل يتسابق نحو تحقيق التقدم، كيف نمتنع عن مواصلة هذا الارتقاء، وقد قطعنا شوطًا طويلًا وشاقًا، حيث حصلنا على ما كان يستغرق عقودًا للوصول إليه، وذلك فى زمن قياسي؟. لقد استثمرنا ثروات طائلة، وصبرنا فى وجه التحديات. والآن، نحن على أعتاب الانتخابات الرئاسية، وحصاد الثمار بعد كل هذا الجهد الجبار والعمل المبذول والعرق والصعوبات التى تحملناها لذا فإن استكمال هذا السير ضرورة لا بديل عنها من أجل تحقيق رؤية مصر 2030.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية