تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

استكمالا لمقالى الفائت فى نفس المكان بجريدتنا «الأهرام» منذ أسبوعين تحت عنوان «القوى الناعمة والجغرافيا السياسية»، أتحدث عن عنصر من عناصر القوى الناعمة التى تمتلكها «مصر» منذ زمن بعيد وحتى اليوم .

كنا نتحدث عن «الأدب، والفن، والشعر، والموسيقى، والغناء، والفن التشكيلى والفن السابع السينما، والتليفزيون وقبلها الإذاعة المصرية» ودور هذه القوى فى تسيد العالم العربى والناطق باللغة العربية، بل، وتعدى الفن السابع مع (السينما) والفن التشكيلى الدول، والشعوب الناطقة باللغة العربية، حيث استطعنا فى مهرجانات مثل مهرجان «موسكو» فى التسعينيات أن نغزو هذا العالم بفيلم مثل (الحرام)، لفاتن حمامة، وفيلم (الزوجة الثانية) لسعاد حسنى وصلاح منصور (وشباب امرأة) لشكرى سرحان وتحية كاريوكا فى مهرجان(كان) وحتى الرائع «يوسف شاهين» استطاع أيضا أن يغزو تلك المهرجانات بعبقريته فى أفلامه «المصير وإسكندرية ليه» وغيرها، لأن المونتاج واللغة ممكن ترجمتها مع الفيلم الناطق باللغة العربية.

بل أصبحت اليوم الأفلام ناطقة بلغة البلد المعروض فيها الفيلم كما نرى فى Netflix وأفلامنا الحديثة ومسلسلاتنا المصرية الرائعة لشباب فنانى مصر فى هذا المجال.

واليوم أتحدث عن الفرعون الملك المتوج فى «بريطانيا» ويقود فريقا من أعرق فرق كرة القدم فى «إنجلترا» وهو «ليفربول» هذا العبقرى «محمد صلاح»، ولعل تتويج «محمد صلاح» فى رياضة كرة القدم التى لا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير لما يؤديه، حيث «لغة كرة القدم» يعرفها كل سكان الكرة الأرضية، إن لم يكن جميعهم فشباب الكوكب يعرفونها، تلك اللغة التى وضعتها هذه الرياضة، يعرفها سكان الأرض وهم يعرفون من هو «الملك الفرعون» المتوج على عرش هذه الرياضة .

ولعل شخصية «محمد صلاح» قد فرضت نفسها لما يمثله من مهارة وإتقان، فى ممارسته رياضة كرة القدم، ولكن الشخصية المتميزة الفذة، سواء فى الملاعب أو فى حياته الشخصية أو فى محيطه المحلى (قريته) «نجريج بالغربية» أو محيطه فى مدينة «ليفربول» وعلاقته بمحبيه ومشجعيه، كل تلك العلاقات صبغتها شخصية «محمد صلاح» (الفذة) الطيبة، حينما نسمع ونرى أنه يسهم فى بناء بنية تحتية فى قريته على نفقته «بناء مدارس، أو مستشفى أو مساعدة أهله» كل تلك النعم التى صبغها الله عليه من هذه الرياضة ومن عائدها.

وربما ما يشد أى متابع لهذا الشاب حينما عرضت عليه إحدى الدول العربية أضعاف ما يتقاضاه فى مدينة ونادى «ليفربول»!! إلا أنه فضل أن يبقى فى ملعبه ومحيطه الذى احترمه وأنشد له نشيدا خاصا به، وهنا أرى أن الشاب غير مادى، ولكنه يبحث عن القيمة، ويثبت للجميع أنه إنسان، أخلص للعبة ولأهله وأيضا لمشجعيه ولناديه وهو شيء نادر فى مثل هذه الرياضة، حيث هناك موسم للانتقال بين الأندية يسعى فيها اللاعب لتحسين وضعه المادى، ولكن نرى أن مسيرة «محمد صلاح» أنه انتقل من نادى «المقاولون العرب» فى «مصر» إلى نادى بازل السويسرى ومنه إلى «تشيلسى بإنجلترا» ثم إلى «فيورنتينا فى إيطاليا» لكى ينتقل إلى النادى «الأهم فى إيطاليا» (نادى روما) ومن «روما» جاء إلى ليفربول النادى الذى حلم أن يلعب معه وله، فكانت تلك النتائج، شعب «ليفربول» أحب «صلاح» وتبادل معهم هذا الحب أيضا، ويظهر ذلك فيما يكتب عنه فى الجرائد الإنجليزية والعالمية.

إن «محمد صلاح» هو عنصر من عناصر القوى الناعمة المصرية التى يجب أن نفخر بها، وأن نعطيه حقه كمصرى رائع، سبقه فى ذلك «أم كلثوم، عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ» والقادم أكثر وإلى لقاء مع القوى الناعمة المصرية ودورها الرائع فى خدمة الوطن.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية