تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
دار الإذاعة المصرية!
أتحدث اليوم عن أهم وسائل إعلامنا فى ستينيات وخمسينيات القرن الماضى، بمناسبة الاهتمام بمنظومة القوى الناعمة المصرية، وتوجيهات القيادة السياسية للمسئولين عن الإعلام فى «مصر» بضرورة مراجعة النظم المتبعة وضرورة مواكبة العصر، مع الاحتفاظ بسمات «مصر» والهوية المصرية فى الإعلام المصرى صاحب الجذور العميقة فى سماء العالم، خاصة إقليمنا العربى والإفريقى ، بل وتعدى ذلك المحيط إلى أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا فى هذا الزمن !.
وكنت قد زرت مبنى الإذاعة القديم والعريق القابع فى «شارع الشريفين» وسط القاهرة الخديوية والذى حُفِرَ فى أذهان المصريين والعرب جميعا والناطقين باللغة العربية فى أرجاء «المعمورة» منذ عام 1934 حينما انطلق صوت الإذاعة المصرية (هنا القاهرة) وحتى انتقال اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى المبنى الشهير فى «ماسبيرو» عام 1960 ، وأثناء جولتى بهذا المبنى «الأسطورة معمارياً وتاريخياً» حيث شاهدت الاستوديو الذى كان يقرأ منه الشيخ محمد رفعت القرآن الكريم، والذى انطلق منه صوته ليلة افتتاح الإذاعة المصرية من القاهرة والميكروفون الواقف ما زال موجودا داخل الاستوديو الذى كان يحرك شجون المستمعين المسلمون وحتى اليوم حينما يعاد البث بصوت المرحوم/محمد رفعت، حتى تسجيلاته فى رفعه الأذان فى أوقات الصلاة، الذى ارتبط لدى المستمعين بشهر رمضان الكريم والذى حافظت عليه إذاعة الشرق الأوسط رغم تعميم الأذان الموحد من إذاعة القاهرة الكبرى التى أعتقد تبث إرسالها من هذا المبنى ومن هذا الاستوديو حتى اليوم.
شاهدت ذلك الاستوديو الذى أطلق منه البكباشى محمد أنور السادات بيان الثورة الأول صباح 23 يوليو 1952، وكذلك الاستوديو الذى استقبل «أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفايدة كامل» حينما أقاموا بالإذاعة لبث الأغانى الوطنية إبان الحرب الثلاثية على مصر فى أكتوبر ونوفمبر عام 1956 .
وكذلك الاستوديو الذى عاش فيه فنانو «مصر» أياما وليالى مع «بليغ حمدى، ووردة الجزائرية وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم « ليلة 6 اكتوبر عقب الهجوم على «خط بارليف» وتدميره فى 6 ساعات ، كانت أيضاً «دار الإذاعة المصرية» هى محور الحياة فى «مصر» وأيضاً مبعث الأمل لدى كل شعوب العالم الحر بما تبثه من بيانات عسكرية وأغان وطنية تؤلف وتلحن وتؤدى من هذه الدار العريقة.
وكذلك الاستوديو الرائع لإذاعة «صوت العرب» والذى انطلق من تلك الدار موجها إلى «الدول العربية المحتلة» خاصة فى المغرب العربى (الجزائر وتونس وليبيا» وتحرير «الجزائر» من القاهرة من صوت العرب.
تاريخ طويل وأحاديث عظيمة فى أرجاء المبنى العريق يجب على مسئولى الإعلام فى بلدنا الاحتفاظ به والاهتمام أيضاً به كمتحف رائع لزمن رائع.
وأعود للإذاعة المصرية اليوم وهى التى تؤدى دورها بجانب شاشات الفضائيات، سواء المصرية أو العربية أو الأجنبية ، فالإذاعة المصرية ما زالت تؤدى دورها ولايمكن أبدًا الاستغناء عنها لدى ملايين المستمعين ،سواء كانوا على الطريق فى سياراتهم أو فى أعمالهم أو مزارعهم، فى كل مكان الإذاعة هى المصدر الرئيسى للأخبار وللفن وللطرب أيضاً .
ولعلنى كتبت مرات عن «إذاعة الأغاني» ودورها فى تقديم فنانينا الكبار فى ساعات محددة ينتظرها المستمعون أو يضبطون مواعيدهم على تلك الساعات المحددة لبث أعمالهم ، ولكن هناك بعض الأصدقاء الذين لفتوا نظرى إلى اختفاء إذاعة «أم كلثوم» من الإذاعة حيث كانت على موجة «936» من القاهرة .
لقد استطاعت هذه الموجة منذ الستينيات وحتى عدة شهور مضت أن تحتل «أذن» المستمعين المصريين، خاصة إذاعة «أم كلثوم» والتى يبدأ بثها الساعة «5» مساء كل يوم حتى الساعة الثامنة صباحاً على هذه الموجة.
تبدأ بـ«أم كلثوم» ثم «عبد الوهاب» ثم «عبد الحليم حافظ» ثم «فريد الأطرش» ثم «فايزة أحمد» وهكذا تتوالى الأسماء الكبرى فى الفن الغنائى المصرى والعربى العظيم على مسامع المحبين لهذا الفن الرفيع . أين إذاعة «أم كلثوم» !.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية