تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تسويق العاصمة الجديدة والمتحف الكبير!
حلمت وكتبت كثيرا وغيرى كذلك عن أهمية وحتمية تطوير البنية التحتية فى أرجاء المحروسة (مصر) كمد طرق وشرايين بين المدن والمراكز والقرى، ووصلت فى بعض مقترحاتى إلى أنه لا مانع من خصخصة الطرق, مثلما يحدث فى بلدان كثيرة فى أوروبا. أن نكلف شركات بمد الطرق ودعمها بمراكز خدمات متطورة من وقود واستراحات معتبرة وكافيهات ومطاعم وغيرها من احتياجات للمسافرين، والحمد لله أنه قد تحقق ذلك فى مصر بعد استعادة الدولة المخطوفة يونيو 2013, وامتدت الطرق وفتح شرايين فى جسم الدولة مما تسبب فى انتشار للتنمية المستدامة، وما زلنا فى انتظار المزيد، وبالتأكيد أن الرسوم على هذه الطرق واجبة بل حتمية للصيانة, وزيادة الخدمات, وهذا ما يحدث فى جميع أرجاء دول العالم المتقدم بما فيها حتى الدول الغنية مثل دول الخليج وأمريكا و أوروبا.
أوافق وأهنئ الشعب المصرى وأنا منهم على هذا الأمر الجلل والعظيم, والذى رفع ترتيب مصر دوليا فى مجال الطرق من 195 إلى رقم 18 تقريبا. ولكن مع اهتمامنا بانتشار هذه الطرق والبنية التحتية أقمنا مدنا جديدة أهمها مدينة «العلمين» و«العاصمة الجديدة» التى انتقلت إليها دواوين الحكومة المصرية ومصالحها وهيئاتها, ولعلنى أتذكر باننى تقريبا أتجول بين مواقعها الحكومية بطبيعة عملى كمهندس استشارى لأكثر من أربعة أيام أو أقل أسبوعيا, ولى رجاء لدى صاحب القرار فى هذا الشأن وهو أن نسهل الوصول إلى العاصمة الجديدة، فيكون بدون بوابات، وأن نعتبرها كبقية مدن مصر حتى نسمح لكل عابر سبيل فى البلد أن يأخذ أولاده فى الإجازات الرسمية أو نهاية الأسبوع, خاصة لزيارة ما تم تنفيذه بعبقريه مصرية خالصة!!.
وهو الأمر الذى يحفز المصريين جميعا على زيارتها وحتى لو لم يكن لهم مصلحة هناك، فهذا مهم جدا للوعى فى الوطن!!.
شىء آخر، هذا البناء الضخم الرائع والذى افتخرنا بانتهائه وافتتاحه «متحف مصر الكبير»، كان حلما وخيالا فأصبح حقيقة وواقعا ونشهد وسيشهد العالم لنا بأننا قد أنجزنا عملا هندسيا وتراثيا وتاريخيا رائعا، هذا المتحف الذى جاءت فكرته بالصدفة البحتة كما قيل على لسان الفنان الوزير «فاروق حسنى» منذ أكثر من 25 عاما وشاركت الدولة بكل هيئاتها وشخصياتها العامة فى السعى لتمويل هذا المشروع الثقافى العظيم !.
وقد كان لى حظ المشاركة فى المسابقة المعمارية لهذا المتحف العظيم (كمكتب استشارى وبيت خبرة هندسى) فى مجال العمارة والإنشاء مرخص من نقابة المهندسين المصرية، ضمن ألف وخمسمائة متسابق، وكان حظنا أن يكون ترتيبنا فى الخمسين الأوائل وكانت الفلسفة التى وضع المصممون تصورهم لإنشاء هذا المتحف، هو أن يكون فى صحراء الأهرام ومطلا على أهرامات الجيزة العظيمة وأن تدخل أيضا فى مرمى البصر المتحفى، فكان لزاما أن تبدأ الفكرة من الحفر فى باطن الأرض تحت سفح الهرم والصعود لأعلى حتى نستطيع رؤية الأهرام من داخل المتحف، فكانت فكرة وضع «رمسيس» العظيم داخل بهو المتحف، قد حدد ضخامة المبنى المنتظر ومنحت الرهبة والفخامة لمدخل المتحف، كما أن فتحات الأسقف والتى تتحرك مع ضوء الشمس والنهار لكى تضيف لهذا الفراغ المعمارى الضخم هواء طبيعيا دون استخدام للتكييف الصناعى وأيضا دراسة تكنولوجية معتبرة.
وكانت فكرة المركز (مكتبنا) فى تصميم المتحف هى وضع «بردية» ملقاة فى هذه الصحراء (تمثل سقف المتحف) والرموز والأيقونات والخراطيش المزخرفة لذلك السطح (ورقة البردى) تتحرك مع ضوء الشمس، خلال اليوم وكذلك اندفاع الهواء إلى الداخل، وأيضا الخروج وكان من حظ المشروع النرويجى الفوز المستحق، ولدينا اليوم هذا الصرح الفريد الوحيد فى العالم، متحفا يضم (حضارة واحدة) بهذا الحجم وهذا العدد مائة ألف قطعة، ولدينا أمثالها عشرات بل آلاف الأعداد منتشرة فى متاحف العالم لوفر، وبريطانيا وتورينو ومتروبوليتان، والفاتيكان وبرلين، وأبوظبى أخيرا.. ربنا يكرم المصريين!!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية