تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

القوى الناعمة المصرية

لعبت القوى الناعمة المصرية دوراً ساحراً فى الحياة السياسية المصرية والعربية، ولقد إستطاع الفن بأفرعه السبع ان يغزوا العقول قبل القلوب فى العالم العربى والناطق باللغة العربية.

 

ولعل إهتمام الدولة فى ستينيات القرن الماضى بالإنتاج السينمائى وإنشاء هيئات متخصصة لإدارة هذه الصناعة قد كان لها أثر عظيم على الحركة السياسية الوطنية.

وكان الفن أداة للوطن فى التعبير عنه وعن كفاحه وعن إنتصاراته وأيضاً كبواته، وليس فى مصر فقط بل الفن كان ومازال مرآة النشاط الإجتماعى السياسى فى العالم.

ولعل أشهر اللوحات الفنية المعبرة عن مرحلة سياسية فى العالم هى (لاجرونيكا)، لبابلو بيكاسو والتى رسمها إبان الحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية فى أسبانيا والتى تحتفظ بالنسخة الأصلية إحدى قاعات الأمم المتحدة بنيويورك.
ولعلنا فى مصر عاصرنا تلك الأفلام المعبرة عن رفض شعب مصر للإحتلال الأجنبى ولفساد الحياة السياسية المصرية ولعلنا جميعاً نذكر فيلم القاهرة 30، شىء فى صدرى، وفى بيتنا رجل، والسمان والخريف، ودردشة على النيل، وغيرهم من كلاسيكيات السينما المصرية (الأبيض والأسود ).

قصص كثيرة وضعها أدباؤنا وكتابنا الكبار عن الحركة الوطنية فى مصر، وقام عليها إخراجاً وتمثيلاً أساتذة كبار لا يمكن أن ننساهم، عماد حمدى، حسين رياض، عمر الشريف، رشدى أباظة، فردوس محمد، سعاد حسنى، زبيدة ثروت، وغيرهم من أبطال للفن السابع بكل عناصره.

كما أن الأغنية المصرية قد إحتلت الجانب الأكبر فى التعبير عن الحياة السياسية المصرية ولعل أكبر المشروعات الهندسية القديمة التى نالت قسطاً عظيماً من الفن هو ذلك المشروع العظيم (السد العالى) الذى تغنى به شعراء وأدباء مصر ولحن كلماتهم كبار ملحنينا وشدا بها أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ والذى يعتبر مغنى الثورة المصرية بل وصل إلى أن أطلق عليه بأنه مؤرخ الحقبات الزمنية للثورة منذ قيامها عام 1952 وحتى وفاته (رحمه الله عليه رحمة واسعة).

لقد إستطاع الفن المصرى سواء فى السينما أو المسرح أو فى الأغنية أو حتى الفن التشكيلى رغم تواضعه فى التعبير عن الحركة الثورية فى مصر وإلغاء الملكية والمجىء بالنظام الجمهورى على أيادى محمد نجيب، وجمال عبدالناصر وزملائه.

ولقد شهدت مصر فى أحداثها العظمى تشابكا رائعا بين الفن وتلك الأحداث ولعل محاولة اغتيال جمال عبدالناصر فى المنشية بالإسكندرية على أيدى بعض شباب الإخوان المسلمين وغناء أم كلثوم بعد نجاته «أجمل أعيادنا المصرية بنجاتك يوم المنشية ردوا ردوا عليا».

كما أن حب المصريين لجمال عبدالناصر حينما غنى حليم ياجمال ياحبيب الملايين، ماشيين فى طريقك مش راجعين ياجمال يا حبيب الملايين.

ولا ننسى أبداً حينما إعتدت ثلاث دول على مصر فى أكتوبر عام 1956، وجلائهم فى ديسمبر 1956 وإندفاع الفن المصرى من خلال الإذاعة المصرية كشلالات من الحس الوطنى وبعدها وفى نكسة 1967 لا يمكن أن ننسى حزن الفن المصرى فى أغنية "عدى النهار والمغربية جاية تتخفى وراء ظهر الشجر وعشان نتوه فى السكة شالت من ليالينا القمر" الأبنودى وعبدالحليم حافظ والموجى.

وفى أكتوبر 1973 وفى فرحة المصريين بالإنتصار ورد الكرامة المصرية والعربية جائت أجمل الأغانى عاش اللى قال للرجال عدوا القنال، عاش.

رحم الله الجميع، وعاشت مصر عظيمة وحرة!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية