تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مركز دراسات علم المصريات واستعادة البرديات المعرفية المصرية القديمة
صرح فرانسيس شتاينبك نائب المدير العام لمتحف اللوفر الفرنسي بأن تسرباً للمياه ألحق أضراراً بما يصل إلى أربعمئة كتاب في مكتبة قسم الآثار المصرية.
ومع الاهتمام الدولي بالواسع بما يجري من اعتراضات من العاملين بالمتحف الشهير، وتحقيقات البرلمان الفرنسي في مشكلات المتحف، وإطلاق خطة لصيانته وتطويره وأصداء حادث سرقة المجوهرات الشهير وطابعه المثير، يبقى الاهتمام بالأمر الخاص بمكتبة الآثار المصرية هو ما يجب أن يحيلنا إلى الاهتمام بقضية منسية ألا وهي الكتب النادرة عن الحضارة المصرية القديمة وأصول المعرفة في البرديات المنتشرة حول العالم.
وهو أمر يذكرني بتفكير الفنان التشكيلي الكبير فاروق حسني بشأن متحف التحرير إذ فكر في تحويله إلى مركز مصري دولي لدراسات علم المصريات.
وإذ يضطر عدد من الباحثين في الحضارة المصرية القديمة للدوران حول العالم لتتبع موضوع بحثي محدد في البرديات الأصلية والتي يتم حفظها بطرق خاصة ذات صلة بدرجة الحرارة والرطوبة والجفاف والضوء وطريقة اللمس، وعدد منها له مستنسخات مصورة بعضها مطبوع بعناية، إلا أنه كنز ثمين لا يقدر بثمن، ولذلك فلا يتم النشر الكبير لتلك البرديات المهمة.
ولذلك وإذ أثمن سعي الدولة المصرية المنتظم والدائم والمؤسسي لاستعادة الآثار المصرية في الخارج، فربما يأتي حدث محزن مثل تلف كتب مهمة عن الآثار المصرية القديمة تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين كي ننتبه إلى أهمية جمع وتصنيف وترتيب كل البرديات المصرية القديمة وحفظها واستنساخها في صورة معاصرة طبق الأصل على صعيد المحتوى وليس الشكل وأرشفتها بكل الوسائل المتاحة وبالوسائل الرقمية المتعددة بالتأكيد.
وربما تكون مطالبتنا بالبرديات الأصلية حول العالم حملة خاصة تستهدف جمع الحضارة المصرية جمعاً علمياً منظماً، إذ يصبح التراتب التاريخي لتلك البرديات عنواناً أساسياً، ثم تقسيمها إلى فروعها المتعددة في العلوم والآداب وفقاً لتقسيم علم المكتبات المعاصر.
وكذلك جمع كل الكتب المهمة وأمهات الكتب، وكل ما كتب عن الحضارة المصرية القديمة منذ فك شفرة حجر رشيد إلى الآن.
وفي هذا الطريق يجب أن نتذكر دوماً أن مثل تلك المشروعات الكبرى ذات الصلة بصورة مصر، لهي مشروعات وجودية تحتاج لخطط مستقبلية وعمل جاد مؤسسي علمي يبدأ الآن بجيل معاصر وأساتذته لتكمله الأجيال القادمة.
ولعل زياراتي المتكررة لمكتبة كلية الآثار بجامعة القاهرة، ومكتبة الجامعة المركزية لبحثي المتكرر عن موضوع علمي مصري قديم في باب المسرح والفنون الأدائية المصرية القديمة، قد أكد لي بملامسة الواقع حاجتنا الماسة إلى مكتبة جامعة للحضارة المصرية القديمة، وإلى وجود نسخ متاحة للدراسة والتأمل من بردياتنا المعرفية حول العالم، ولعل ما هو متوافر بمتحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف برلين يعد كنوزاً يجب وجودها متاحة للدراسة والبحث في القاهرة بشكل مبدئي، يتبعه تعقب كل ما هو ممكن من أصول الحضارة المصرية القديمة مثل تتبعنا المنتظم للآثار المادية وأعمال النحت وقطع الإبداع المصري القديم.
ولعل تلك المكتبة الجامعة ومركز دراسات علم المصريات الذي ننشده يضع في اعتباره ترجمة أمهات الكتب من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، بل وترجمة الإنتاج العلمي لعلماء المصريات المكتوب بلغات أخرى، وهي ظاهرة فريدة في علم المصريات يتبعها العلماء المصريون وذلك للإقبال العالمي على الحضارة المصرية القديمة، ولعل توافر الإنتاج العلمي وترجمة أمهات الكتب في علم المصريات إلى اللغة العربية يفتح باباً لوجود مكتبة مختصة باللغة ملحقة بمركز الدراسات المختص في الحضارة المصرية والذي يجمع المهتمين بجانب المختصين، وينشر سعادة غامرة ومعرفة عميقة بالذات المصرية المعاصرة وعلاقتها بالجذور الأولى للحضارة المصرية القديمة أول حضارة في التاريخ.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية