تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. حسام الضمراني > الخوارزميات ومدونة المصطلحات الإعلامية العربية

الخوارزميات ومدونة المصطلحات الإعلامية العربية

عقدت لجنة الإعلام، بالتعاون مع لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية في المجلس الأعلى للثقافة، أمس الأربعاء، ندوة بعنوان "مدونة المصطلحات الإعلامية بين الاقتصاد والسياسة" شارك فيها الإعلامي د. جمال الشاعر، د. محمد مرسي، وأدارت الندوة د. منى الحديدي الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة عضو لجنة الإعلام، د.أشرف جلال رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة عضو لجنة الإعلام، الكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف والكتاب الذهبي وعضو لجنة الإعلام، تغريد حسن رئيسة قناة النيل الدولية، الكاتب الصحفي حسن عبد الله رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا، د. سامي الشريف وزير الإعلام الأسبق عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، د. عثمان أحمد عثمان أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية عضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية، الكاتب الصحفي علي عطا الكاتب والصحفي عضو لجنة الإعلام، د.لمياء محمود رئيس إذاعة صوت العرب سابقا، الإعلامية هالة أبو علم الإعلامية، وكوكبة من الخبراء ورجال الفكر والمؤسسات الأكاديمية والممارسين.

وأعلنت في نهاية الندوة عدد من التوصيات والتي تتلخص في تشكيل لجنة دائمة لرصد المصطلحات التي تستحدث؛ ذات الصلة بالقضية، وفحص مدلولاتها، وطرح المصطلح البديل الدقيق، صك مصطلحات عربية، تعبّر بدقة عن القضية وما يحدث على الأرض، توصية وسائل الإعلام بتسليط الضوء على الأبعاد الشاملة للآثار التدميرية للعدوان، توصية القنوات الفضائية والصحف - ورقية وإلكترونية- بصك شعارات تناسب الواقع وتختصر الرسالة، تجنب (غسيل الأخبار)، وهو عملية تمرير أخبار زائفة عبر أكثر من وسيلة لإكسابها المصداقية، العمل على التنسيق بين اللجنة عبر المجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للإعلام، والهيئتين الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام لتعميم تلك المصطلحات والتوصيات وتفعيلها، الاهتمام في المؤسسات ونقابتي الصحفيين والإعلاميين بدورات تدقيق المصطلحات، التوجه نحو إنتاج المعرفة، التوصية بدعم قناة النيل الدولية، تأكيد أن مشروع المدونة أمن قومي، ولها دور في تحقيق الأمن الإعلامي.

وهنا أود ان أشير إلى ضرورة إدراج توصية تتعلق بالدور الذي تلعبه الخوارزميات التي اضحت أمراً واقعاً في بيئات عمل البيانات الرقمية المتداولة عبر محركات البحث ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وأدوارها الممكنة في تشكيل معرفة توجهات الجمهور، وارتباط ذلك بالمصطلحات الإعلامية التي تدفع الخوارزميات على تأكيدها فى البيئات الإعلامية الرقمية خاصة في أوقات الانتخابات، والنزاعات والحروب، والقضايا العولمية المصاحبة لثورة الإتصالات في ظل صعود وسائل الإعلام الرقمية التي أحدثت تحولا نموذجيا في الطريقة التي تصور بها وسائل الإعلام جمهورها وتصنفه. 

في حين أنه خلال عصر وسائل الإعلام، كانت "رؤية" الجمهور مبنية على نظرية علمية تجمع بين النظرية الاجتماعية والبحث التجريبي، ومع "رؤية" الوسائط الرقمية، أصبح الجمهور خاضعًا لهيمنة نظرية معرفية جديدة، تعتمد على البيانات الضخمة والخوارزميات.
هنا يأتي تساؤل حول دور الخوارزميات في الدفع بمصطلحات إعلامية بعينها تخدم أهداف شركات الاتصالات ومحركات البحث الدولية ذات الأجندات الواضحة خاصة في ظل حالات الصراع العسكري أو النزاعات او الحروب؛ فبالنظر إلي طبيعة المصطلحات التي تدفع بها خوازميات وسائل الإعلام الاجتماعية والمنصات الرقمية حول الحرب في غزة وجرائم الكيان الصهيوني المحتل؛ نجد أن ما يروج من مصطلحات توظفها مواقع إخبارية دولية وإخبارية ناطقة بالعربية مثل "جيش الدفاع الإسرائيلي" تشهد ملايين من عمليات البحث عنه في الدول العربية مثل فلسطين واليمن وقطر ولبنان الأردن خاصة خلال الفترة من 28 نوفمبر 2023 وحتي يومنا هذا؛ رغم أن المصطلح الأدق هو "الجيش الإسرائيلي" إعلامياً؛ وهو نموذج من ضمن مئات النماذج التي تلعب الخوازرميات فيها دوراً على ترويج بعض المصطلحات الإعلامية التي تخدم أهداف الشركات الدولية التي تربطها مصالح سياسية واقتصادية.

في بحثها الموسوم "الخوارزميات وهندسة تفضيلات مستخدمي الإعلام الاجتماعي" أشارت الأستاذة الدكتورة فاطمة الزهراء السيد إلي مفهوم هندسة الجمهور (Engineering of Consent)؛ والذي يعد أحد المفاهيم المرتبطة بدراسات الجمهور، والذي ظهر في العقد الثالث من القرن الماضي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وأشار إليه بعض رواد مدرسة فرانكفورت النقدية مثل "تيودور أدورنو"، ثم تحدث عنه "إدوارد بيرنز"، في مقالة علمية عام 1947، وأشار إلى أنه يعني التأثير على العقل غير الواعي للجمهور من خلال عمليات اتصالية ذات أبعاد نفسية وسياسية واجتماعية تستخدم فيها تقنيات الإقناع لتحقيق أهداف محددة، وأضاف جوزيف کلابر في 1948 أن المفهوم يشمل قصف الجمهور برسائل مضللة تتلاعب بقناعاته الخدمة قضايا مؤقتة بعينها؛ وهو ينطبق تماماً علي ما نطرحه للنقاش الآن؛ حيث إن من الوظائف الأساسية للخوارزميات ترتيب البيانات وفق نسق معين والتي يتوجب على خبراء علوم البيانات أن يكونوا على دراية بها وتشمل الترتيب بالإدراج، والترتيب النوعي، والترتيب بالدمج، والترتيب بالفرز، والترتيب السريع، والبحث الثنائي، والبحث الأولي، والبحث الأولي المعمق، والبحث الموسع، وخوارزمية لي أو أقصر الطرق للخروج من المتاهة، وخوارزمية ملء الفيضان، وخوارزمية الاجتياز الشجري المباشر والسابق واللاحق، والترتيب بالتكويم، جانب خوارزميات أخرى متعلقة بهيكلة البيانات مثل: تنفيذ قائمة مرتبطة، والإدراج في شجرة البحث الثنائية، والإلغاء من شجرة البحث الثنائية، وتنفيذ الشكل البياني، وتقليل الكومة وتعظيمها.

وبحسب الدراسة فإن هذه الخوارزمية تسمح بالتعامل مع كميات وفيرة من البيانات، التي تتيحها محركات البحث وقواعد البيانات (Meta Data) بشكل انتقائي بحيث تستبقي فقط النتائج المرتبطة مباشرة بالكلمة التي يبحث عنها المستخدم.

 وقد طور الباحثون عددًا من الخوارزميات التي يمكنها القيام بهذه الوظيفة منها مشروع كيفيتس (10 (Kiffetsوالذي تبنى مفهوم أن المعرفة تكمن في قوة المنطق الذي تمثله أنظمة الخوارزميات من حيث اعتمادها على خبرة أخصائيي البيانات الذين لديهم معرفة بالاقتراب المنهجي للتعلم الآلي (Machine Learning Approach) حيث يقومون بانتقاء مصادر البيانات ذات الثقة وفقًا لتوصيات مختصين ثم ينظمونها في بناء تراتبي يمثل آلية لربط المحتوى الإلكتروني بكلمات بحث محددة بحيث يبدو ذا صلة دلالية بالموضوع الذي اختارالمستخدم البحث عنه مع ربطه بنماذج من محتوى ذي علاقة؛ وهنا تكمن أهمية تركيز المواقع الإخبارية العربية على تحسين أو استمثال محركات البحث Search engine optimization (SEO))‏ للمصطلحات الإعلامية التي تتناسب ومجتمعاتنا وقضايانا في مقابل المصطلحات الإعلامية الغربية التي تروج لها خوارزميات مواقع الإعلام الاجتماعي من أجل رفع ترتيبه في نتائج محركات البحث ليكون في النتائج الأولى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية