تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التعليم الانتهازى وطرق التدريس الحديثة
فى مشهد التعليم المتطور سريعًا، يُكتسب نهج جديد زخمًا متزايدًا وهو نهج التعليم الانتهازي.
هذه المنهجية التدريسية الديناميكية تمكّن المعلمين من تكيف استراتيجياتهم بسلاسة، باستغلال الفرص التعليمية غير المخطط لها ولكن ذات المعنى التى تنشأ فى الفصل الدراسي. على عكس الدلالات السلبية لـالانتهازى بأنها أنانية، فإن التعليم الانتهازى هو ممارسة متأملة ومركزة على الطالب. إنه يتحدى المعلمين للتخلى عن جمود المناهج التقليدية وأن يصبحوا بدلاً من ذلك مرشدين مدركين يمكنهم استشعار واغتنام الاهتمامات والاحتياجات الحقيقية لطلابهم.
وعندما بدأت أبحث عن مفهوم التعليم الانتهازى الذى جاءت ترجمته بمعنى Opportunistic Education وجدت أن الأمر والمفهوم مختلف تماما، فقد حدث تطور مذهل فى التدريس الحديث، وبدأ العديد من المعلمين يهتمون بتقديم ممارسات تعليمية فردية وجذابة ولا تُنسى كما تتوافق مع احتياجات الطلاب الفعلية. فما هى فكرة التعليم الانتهازى؟.
التعليم الانتهازى ليس عن اتخاذ المسارات الصعبة أو استغلال الطلاب، بل إنه عن التوافق مع نبض الفصل الدراسى والاستفادة من تلك اللحظات المشحونة بالانخراط لتعزيز التعلم الأعمق. فالفكرة الأساسية للتعليم الانتهازى هى أن التعلم ليس خطيًا ويجب ألا يكون، فأحيانا تظهر أكثر الدروس تأثيرًا بشكل عفوى، مما يُشعل حدثا جاريا أو تعليقا من طالب أو مناقشة غير متوقعة.
يدرك المعلمون المهرة ان تلك هى اللحظات القابلة للتعلم والتى يجب اغتنامها ومن ثم يندمجون بها بسلاسة فى خطط دروسهم، مما يعزز تبادل الأفكار الديناميكي. إنه عن المرونة والقدرة على التكيف.
فإذا أثار موضوع ما اهتمامًا واسعًا بين الطلاب، فلابد من المعلم الانخراط فيه بعد تقييم الموقف، واستكشاف طرق لاستغلال حماسهم وفضولهم. تتطلب هذه المقاربة من المعلمين الحفاظ على مجموعة متنوعة من الأنشطة والموارد وإستراتيجيات التدريس. من خلال امتلاك صندوق أدوات من التمارين الجذابة والمحتوى الرقمى والأساليب التفاعلية، يمكن للمعلمين التحول بسرعة والتكيف مع الاحتياجات المتطورة لطلابهم.
وعن فوائد التعليم الانتهازى فهى متعددة، فهو يعزز الانخراط الأعمق، ومن خلاله يشعر الطلاب بأن أصواتهم واهتماماتهم مقدرة. كما أنه يزرع مهارات التفكير النقدى، حيث يتم تشجيع المتعلمين على استكشاف المختلفين منهم وإجراء روابط خارج المنهج المحدد. إذن فالتعليم الانتهازى هو عن تمكين كل من المعلمين والطلاب، وخلق بيئة تعليمية ديناميكية واستجابية تغذى الفضول والقدرة على التكيف والحب الحقيقى لعملية التعلم. هذا ويعد التعليم الانتهازى مهارة عظيمة تتطلب من المعلمين تكييف إستراتيجية التدريس الخاصة بهم وفقًا لمستوى تدريب المتعلمين والاحتياجات الفعلية والوضع الحالي.
وإذا ما قارنا بين طرق التدريس التقليدية والنهج التعليمى الانتهازى فسنجد هناك فروقا رئيسية. فالأولى يتم التركيز فيها على تقديم المناهج والمحتويات المقننة للطلاب، والمعلم هو المصدر الرئيسى للمعرفة، ويكون التركيز على الحفظ عن ظهر قلب وتكرار الحقائق والمعلومات، ويتعلم الطلاب فى موقع وجدول ثابت، ويتم تقييم تعلم الطلاب أساسًا من خلال الاختبارات والامتحانات.
أما فى نهج التعليم الانتهازى فنجد أن التركيز يتم دائما على استغلال فرص التعلم العفوية والواقعية عند التى يتمحور حولها الطالب، مع قيام المتعلم بنشاط باستكشاف اهتماماته وفضوله، كما يتم الاعتماد على التعلم العملى والتجريبى وتطبيق المعرفة، ويتم تنفيذه فى بيئات خارج الفصل الدراسى التقليدى، ويكون التقييم من خلال الملاحظة المستمرة والتأمل وإظهار المهارات، كما أن تكييف التجربة يتم مع احتياجات ومصالح الطالب الفردية، وأخيرا يعزز ويشجع التعلم الذاتى وتطوير القدرات التفكيرية النقدية.
اذن فالاختلاف الرئيسى هو أن نهج التعليم الانتهازى أكثر مرونة واستجابة وتخصيصًا مقارنة بطبيعة التدريس التقليدى الموجهة من المعلم والمقنن بجداول ومواعيد ثابتة. ويسعى إلى استغلال لحظات التعلم الأصيلة غير المخطط لها بدلاً من اتباع منهج دراسى محدد مسبقًا. وهناك بعض الأمثلة التعليمية التى يمكن تطبيقها ضمن التعليم الانتهازى فيمكن من خلال استغلال الأحداث الجارية والظواهر الطبيعية كمحفزات للتعلم - مثل استخدام خسوف القمر أو ظاهرة الطقس لتعليم مفاهيم علمية، وتخصيص الدروس حول اهتمامات الطلاب والأسئلة التى يطرحونها - السماح للطلاب بتوجيه سير الدرس وفقًا لفضولهم، مع تنظيم رحلات ميدانية وزيارات إلى المواقع ذات الصلة لإتاحة فرص للتعلم التجريبى، وتشجيع الطلاب على اكتشاف مشاريعهم الخاصة المستوحاة من اهتماماتهم، ثم تقديم الدعم والإرشاد لهم مع استخدام التكنولوجيا لربط الطلاب بالخبراء والموارد ذات الصلة خارج الفصل الدراسى، وتصميم مهام وأنشطة مفتوحة النهاية تسمح للطلاب بالتجريب والاستكشاف والتأمل. وأخيرا توفير فرص للطلاب لعرض وتقييم تعلمهم بأنفسهم بدلاً من الاعتماد فقط على تقييمات المعلم. وهكذا يمكن تلخيص الهدف الرئيسى من التعليم الانتهازى هو جعل التعلم أكثر مشاركة وملاءمة لاحتياجات الطلاب الفردية وجعله يتكامل بشكل أفضل مع الحياة اليومية.
وهكذا، يوفر نهج التعليم الانتهازى بديلاً مثيرًا للاهتمام وفعالاً للطرق التقليدية للتدريس والتعلم. بدلاً من الاعتماد على المناهج والجداول الزمنية المحددة مسبقًا، ومن خلال تشجيع التجريب والتطبيق العملى للمعرفة، يساعد التعليم الانتهازى الطلاب فى تطوير مهارات التفكير الناقد والإبداع. وبدلاً من تقييم التعلم فقط من خلال الاختبارات، يركز هذا النهج على الملاحظة المستمرة والتقييم القائم على الأداء. على الرغم من أنه قد يتطلب مزيدًا من التخطيط والمرونة من المعلمين، فإن نهج التعليم الانتهازى له إمكانات كبيرة لتعزيز اندماج الطلاب ودافعيتهم للتعلم. إنه يمثل طريقة مبتكرة لجعل العملية التعليمية أكثر ديناميكية وواقعية وذات صلة بحياة الطلاب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية