تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قنبلة انسحاب بايدن
في مقال سابق بعنوان ترامب وكينيدي قلت إن التغيير في الانتخابات الأمريكية قادم لا محالة.. وفي قنبلة قد تجبر الجميع على تغيير حساباته .اعلن جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي في سابقة قد لا نشاهدها كثيرا، وفي بيان التنحي ايد بايدن نائبته كاميلا هاريس ترشيحها ودعا الحزب الديمقراطي الي منحها الثقة لمواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري.
بالفعل المناظرة الكارثية التي دارت بين بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، كان لها تأثِير كبير في فض المؤيدين من حوله حتي ان الداعمين والمتبرعين قرروا بعدها حجب اكثر من ٩٠ مليون دولار عن حملة الرئىس. وجاءت محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب وطريقة تعامله مع الهجوم وثباته الانفعالي كل هذا مثل ضربة قاضية للرجل الضعيف المتلعثم بايدن. أما ترامب كالعادة نجح في استغلال اعلان الانسحاب وبدأ في شن هجوما حادا علي الرجل بالفور بالقول:" بايدن رجل ضعيف وفاشل، ويجب ان يرحل الان ليس فقط من الانتخابات، بل وأيضا من رئاسة الولايات المتحدة".واضاف ان البلاد ستعاني كثيرا بسبب فترة حكم هذا الرجل..
اذن سقط بايدن بالقاضية، ولم يتحمل كم الضغوط الهائلة التي مورست عليه بعد المناظرة الكارثية قبل أسابيع مع الرئيس السابق، حتي أن وسائل اعلام أمريكية قالت إن الرجل يشعر بمرار كبيرة من حزبه الذي تنصل منه سريعا بعد المناظرة، بل ان زوجته التي كانت تصر علي بقاءه في سباق الرئاسة تحدثت عن وجود "مؤامرة" و"خيانة" من بعض القيادات الديمقراطية ضد بايدن…!!
علي كل الأحوال خرج الرجل من السباق رسميا، ليترك خلفه فراغا حول من سيواجه ترامب.
ترشيح بايدن لهاريس ليس مقدسا ، حتي أن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي قالت إن الاعلان عن مرشح الحزب سيتم في وقت لاحق، وهو ما يعني ان الحزب لم يحسم أمره بعد.. بل ربما يكون قادة الحزب الديمقراطيين لهم رأي آخر، وقبل أيام أكد ترامب أن هزيمة هاريس في سباق الانتخابات ستكون أسهل كثيرا من هزيمة بايدن.
حتى الآن تظل هاريس الأكثر حظا بين قائمة المرشحين المجهولين، فهي وعلي حد وصف الديمقراطيين أنفسهم لا تمتلك أي كاريزما، لكن تظل كاميلا ، البالغة من العمر 59 عاما، من بين اقوي المرشحين البارزين لخلافة بايدن كمرشح رئاسي ديمقراطي. فهي شغلت عضو مجلس شيوخ عن ولاية كاليفورنيا. وتبعا لعقلية لناخب الأمريكي الذي يهوي التميز، فان هاريس اذا فازت في انتخابات الرئاسة ستكون اول امرآة سوداء تفوز بهذا المنصب، والمرأة الثالثة التي تم ترشيحها لنائب الرئيس.
وخلال فترة بايدن تولت هاريس الإشراف على القضايا الصعبة بما في ذلك قضايا الهجرة على الحدود الجنوبية وحقوق التصويت والإجهاض. الا انها لم تحقق فيها أي نجاح بل وصفها البعض بان أدائها كان باهتا.
حاليا من يطرح اسم المرشحة السابقة هيلاري كلينتون لخوض سباق الرئاسة للمرة الثانية امام ترامب الذي واجهته في انتخابات ٢٠١٦. وفي هذه الحالة سنكون امام حالة ثأر بين غريمين، بما يعيد أجواء الاستقطاب العنيف بين الشعب الأمريكي.
ولكن هناك، شخص أخر، قد يمثل اختياره انقلابا في معركة انتخابات الرئاسة الامريكية، بل ربما يكون واحد من أكثر الأشخاص تأهيلاً على الإطلاق للترشح لمنصب الرئاسة ومواجهة ترامب الذي بات يقف على أرض صلبة.. هذا الشخص هو هيلاري كلينتون، ومن غيرها التي يمكن أن تعيد الكرة من جديد مع ترامب الذي واجهته في انتخابات عام ٢٠١٦.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل كلينتون ليست مجرد شخصية مناسبة لتولي هذا المنصب، بل ربما الأقوى على الإطلاق ضمن قائمة المرشحين.
ونظراً للضجة الحالية بشأن عنصر السن، واستطلاعات الرأي التي تشير الي عزوف الناخب الأمريكي عن التصويت لهذا السبب فان كلينتون أصغر سنا من بايدن وترامب.
كما إنها تمتلك سيرة ذاتية وخبرة سياسية لا مثيل لها ضمن الأسماء المطروحة، من وزيرة الخارجية وعضو مجلس الشيوخ الأميركي إلى السيدة الأولى ومحامية صندوق الدفاع عن الأطفال. وخلفيتها الواسعة في الشؤون المحلية والدولية ليست مثيرة للإعجاب فحسب؛ وفي وقت حيث أصبحت السياسة العالمية متقلبة ومعقدة على نحو متزايد، فإن تجربتها لا تقدر بثمن.
على الرغم من فوزها في التصويت الشعبي وليس علي مستوي المندوبين في انتخابات ٢٠١٦، فهناك الملايين من الناخبين الذين ابدوا ندمهم على عدم دعمها، ووفقًا لاستطلاع للرأي نُشر في أعقاب مناظرة بايدن الكارثية، فإن كلينتون كانت المفضلة بالفعل لإسقاط ترامب، بنسبة 43% مقابل 41%.
تتمتع كلينتون بمكانة فريدة لتقييم استراتيجيات الحملة وتحسينها، ولن يشكل جمع التبرعات تحديًا لها؛ إذ خلال حملاتها الانتخابية، جمعت المليارات من أموال الحملة من التبرعات الشعبية، وائما وتبعا لمزاج الناخب الأمريكي، فان كلينتون ستمنحه العديد من المزايا التي يفضلها مثل ، انها ستصبح أول سيدة تحكم الولايات المتحدة ، وأول سيدة زوجة رئيس امريكي تقود البلاد، فضلا عن سيرة ذاتية مميزة.. ويبقي أن أخطر تداعيات ترشيح كلينتون أنه سيساهم من جديد في زيادة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي، بالإضافة الي أن هناك ثأر قديم بين ترامب وكلينتون قد يؤدي الي ما لا يحمد عقباه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية