تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. جمال مصطفى سعيد > معرض القاهرة للكتاب تجربة فريدة 

معرض القاهرة للكتاب تجربة فريدة 

أحد أهم عناصر المعرض لهذا العام هو تركيز نشاطاته على كل ما يهم الشباب، وتشجيعهم وإتاحة الفرصة لنشر كتبهم بأسعار مخفضة ليتعرف عليهم المجتمع الثقافي بسهولة ، وقع الاختيار على دولة النرويج لتكون ضيفة الشرف لهذا العام، فهى دولة لها مكانة سياسية قوية وبالأخص في القضايا العربية  بالإضافة إلى أن مكانتها الاقتصادية الكبيرة 
يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تفتتح أبوابه رسميا في العاشرة من صباح الأربعاء 24 يناير الجاري بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، من أبرز الأحداث الثقافية في العالم العربي وهو الأهم من نوعه ليس في مصر فقط بل في المنطقة كلها حيث يرتاده سنويا ما يقرب من ثلاثة ملايين زائر طبقا للإحصائيات الرسمية وهو بالتالي يعد الأكبر وربما الأهم في العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي... وهو بالقطع يمثل حدثا ثقافيا فريدا ومتميزا يتجاوز كل سنة توقعاته السابقة. وفى الواقع فأن المعرض - وهذا ليس رأيا شخصيا- يعتبر فرصة كبيرة لتعزيز الفهم (أو التفاهم) الثقافي بين أفراد وجماعات المجتمع وأيضا تعزيز روح المشاركة والتفاعل بين أفراده باعتبار أن هذا المجتمع هو في الأصل مجتمع صاحب حضارة وتعتبر الثقافة فيه عنصرًا حيويًا في تطويره وازدهاره.

يعقد المعرض هذا العام تحت عنوان جميل ومتميز هو “نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، وهو العنوان الذي خرجت صياغته بعد نقاشات فكرية فريدة شارك فيها أربعة عشر عضوا من كبار مفكري مصر ومؤرخيها وشعرائها وإعلامييها وذوي الرأي فيها هم أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى الذي شكله رئيس الهيئة الدكتور احمد بهي الدين العساسى واعتمدتها ووافقت عليها معالي الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وقد أضفت أفكار هؤلاء المتخصصين لمسة إبداعية وعمقاً ثقافياً يتجاوز التوقعات السابقة للمعرض.  ونجم أيضا عن جلسات العصف الذهني والفكري لأعضاء هذه اللجنة أن يتم في هذا العام، التركيز بشكل خاص على تكريم شخصيتين أثرتا بشكل كبير في مسيرة الثقافة المصرية القديمة والمعاصرة هما الدكتور سليم حسن والكاتب يعقوب الشاروني. حيث يقوم المعرض بتسليط الضوء على إسهاماتهما وتأثيرهما في تشكيل المشهد الثقافي المصري عبر سنوات طويلة وقد اختير الدكتور سليم حسن عالم المصريات المعروف شخصية الدورة، وكاتب أدب الأطفال يعقوب الشارونى شخصية معرض كتاب الطفل.  

ويعتبر سليم حسن الذي توفى في عام 1961من أبرز علماء الآثار المصريين، وقد ساهمت أعماله في التعرف على تاريخ مصر القديمة بشكل كبير. ففي عام 1929، بدأ سليم حسن أعمال التنقيب الأثرية في منطقة الهرم، لتكون المرة الأولى التي تقوم فيها هيئة علمية منظمة بأعمال التنقيب عن الأثار لكن هذه المرة بأيد مصرية. استمرت أعمال التنقيب هذه لمدة 10 سنوات، وأسفرت عن اكتشاف العديد من الآثار المهمة، منها مقبرة الملك خوفو، ومعبد الشمس ...وكثير غيرها وهو أيضا صاحب مؤلف موسوعة مصر القديمة، وهي موسوعة ضخمة تضم 18 مجلدًا، تناول فيها تاريخ مصر القديمة من أقدم العصور حتى نهاية العصر الفرعوني بالإضافة إلى كتاب الآثار المصرية القديمة، وهو كتاب يتناول أهم الآثار المصرية وأيضا كتاب تاريخ مصر القديمة، وهو كتاب مدرسي يتناول هذا التاريخ بشكل موجز. بالإضافة الى ذلك فقد حصل دكتور سليم حسن على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهوده العلمية منها جائزة إسماعيل صبري باشا للآثار المصرية عام 1928، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1959 ثم وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960. 

أما يعقوب الشارونى المولود في عام 1931 فقد قالت عنه اللجنة الاستشارية في تقريرها إن اختياره، جاء من منطلق مساهماته الملحوظة في إثراء المكتبة المصرية والعربية بالكثير من الأعمال التي أتت في معظمها تعبر عن الأصالة والهوية المصرية والتي أهلته عن جدارة ليكون شخصية المعرض لأدب الطفل هذا العام.
ويعقوب الشارونى أصلا حقوقي متخصص في الاقتصاد السياسي والاقتصاد التطبيقي. لكن دوره الأساسي كان في أنه ساهم في دعم عدد من المشاريع الثقافية المهمة الخاصة بأدب الطفل، منها مجلد ثقافة الطفل الصادر عن المركز القومي لثقافة الطفل، والذي صاحبه إطلاق مسابقة الطفل الموهوب بالمركز في مجالات القصة والشعر والرسم وهي المسابقات التي مازالت مستمرة حتى الآن. وقد بلغ عدد الكُتب التي كتبها الشاروني  للأطفال وتم نشرها أكثر من أربعمائة كتاب

ومن اللافت للنظر أن أحد أهم عناصر المعرض لهذا العام هو تركيز نشاطاته على كل ما يهم القطاع الأكبر في المجتمع وأعنى قطاع الشباب، حيث رأى المسئولون أن المعرض يجب أن يراعى فيه هذا العام أن يكون فيه فضاءً كاف يلهم ويثري معرفة الشباب بكل ما يحدث في مختلف الميادين الثقافية، ويتيح لهم في نفس الوقت الفرصة لاكتشاف أعمالهم الجديدة والمبتكرة، ويشجعهم على التفكير النقدي والمشاركة الفعّالة في المجتمع وقد راعى أيضا المسئولون أن يتيح المعرض فرصة للشباب لنشر كتبهم بأسعار مخفضة ليتعرف عليهم المجتمع الثقافي بسهولة. 
وفى هذا العام - كجزء من الاحتفالات الثقافية-، يتناول المعرض بعناية خاصة تاريخ مصر القديمة منذ أيام المصريين القدماء وأيضا يستضيف المعرض شعراء وكتّابًا كبار من مختلف دول العالم، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي وتفعيل الحوار بين ثقافات متنوعة. يُعتبر المعرض بذلك منبرًا دوليًا رائدًا للثقافة والأدب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية