تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. جمال زهران > فوز ترامب ومستقبل المفاوضات

فوز ترامب ومستقبل المفاوضات

وصلت الانتخابات الأمريكية، لانتخابات رئيس أمريكى جديد هو الرئيس رقم (47) فى تاريخ أمريكا، إلى نهاياتها، بعد إعلان فوز ترامب بعد منافسة اتسمت بالتنافسية الشديدة، بين مرشح جمهورى هو (ترامب)، وسبق له أن تولى الرئاسة لمدة واحدة (2017 – 2021م)، وأصر على الرجوع لتولى هذا المنصب مرة أخرى، وبين مرشح ديمقراطى هو السيدة كامالا هاريس، التى كانت تشغل منصب نائب الرئيس (بايدن) لمدة 4 سنوات، وحلت محله فى المنافسة، بعد اعتذاره عن الترشيح، لأسباب قد تبدو فى الظاهر أنها صحية، إلا أننى أرى أن فرص نجاحه كانت – حال ترشحه – قد انعدمت بعد الموقف الداعم بشكل يتسم بالفجاجة للكيان الصهيونى، ولشخص نيتانياهو، وعصابة الحكم، وظهر داعماً لحرب «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين فى غزة، ومؤيدا لسلسلة الاغتيالات لقيادات كبرى فى حماس، وفى حزب الله (إسماعيل هنية/ حسن نصر الله/ هاشم صفى الدين/ يحيى السنوار)، وقيادات فى الصف الثانى مباشرة فلسطينية ولبنانية!!

الأمر الذى حرك الرأى العام ضد بايدن وإدارته، فى أمريكا، وكانت النتيجة اعتذاره وتراجعه عن الترشيح لصالح نائبته (هاريس)، وبمساندته!!.

 

إذن أصبح الصراع الذى تطور، بين ترامب الجمهورى، وهاريس الديمقراطية، اتسم بالتنافسية الشديدة، لدرجة أن التوقعات بشأن اكتساح أحدهما، والتوقعات بشأن نجاح مؤكد لأحدهما، كان يبدو صعباً للغاية حتى إجراء الانتخابات.

وإعلان فوز ترامب ويرجع ذلك إلى «التعادلية»، أو «التقاربية»، فى نتائج استطلاعات الرأى العام، التى وصلت إلى أن «ترامب»، ارتفعت أسهمه فى عدد من الولايات، مقابل ارتفاع مناظر لـ «هاريس»، فى بعض الولايات الكبرى التى تسهم فى حسم الانتخابات. ومن ثم كانت فرص الطرفين قوية، فى الفوز ولكن الخطير فى الأمر هو التداعيات لما يمكن أن تحدث بعد فوز ترامب.

وقد لوحظ أن فريق عمل حملة انتخابات «هاريس»، رأى أنه من خلال المتابعة والتحليل، وقراءة ما يحدث فى الواقع الأمريكى، وزيادة وزن الجاليات الإسلامية والعربية فى عدد كبير من الولايات، احتاج إلى تصريحات إيجابية من «هاريس» لوقف إطلاق النار، وإظهار مبادرات إيجابية، بموجبها يتم وقف «الإبادة الجماعية»، المتهم فيها إدارة بايدن بصفتها الداعمة للكيان الصهيونى ونيتانياهو، الأمر الذى دفع بفريق الحملة الانتخابية بطلب الدعم من فريق عمل إدارة بايدن (وزير الخارجية/ وزير الدفاع/ رئيس المخابرات الأمريكية/ مثل (هوكشتاين)، للقيام بواجبات إضافية، والظهور بمظهر بذل الجهود، على أمل الوصول إلى ثمة اتفاقات سواء على جبهة غزة، أو الجبهة اللبنانية، لتوظيف ذلك فى دعم الحملة الانتخابية لـ «هاريس»، وزيادة شعبيتها! لكنها خسرت الانتخابات.

ففريق عمل حملة «هاريس»، رأى أن حالة «هاريس» فى خطر. وفى ضوء ذلك، فقد بذل فريق بايدن جهوداً فى التواصل مع الأطراف المعنية فى المنطقة العربية، وآخر هذه الجلسات كانت فى قطر، ثم جاء وزير خارجية أمريكا – المبتسم دائماً!! – فى زيارته الـ (11)، ووجد نفسه وهو يجبر على الدخول للملاجئ تنفيذاً لصفارات الإنذار فى تل أبيب، بعد إطلاق صواريخ حزب الله، فى أثناء زيارته، الأمر الذى أدى إلى تأخير زيارته للأردن، وقام بإلغائها، ثم ذهب إلى مؤتمر دعم لبنان فى باريس، وانتهى كما بدأ دون إنجاز، وسط تنافس أمريكى/ فرنسى، على النفوذ فى لبنان.!

وجاء الوسيط الأمريكى (هوكشتاين)، بزيارة لبنان، ثم تل أبيب، ثم فشل، إلا أنه عاد مرة أخرى على أمل التوصل إلى ثمة اتفاق بين الكيان الصهيوني/ ولبنان/ لوقف النار، يمكن أن يسهم فى دعم شعبية «هاريس»، إلا أنه أصيب بصدمة كبرى بعد توجهه إلى تل أبيب على أمل العودة إلى بيروت، لإعلان التوافق على الخطوط العريضة. إلا أنه عاد إلى واشنطن مباشرة، بعد فشل المقابلة مع نيتانياهو ولم يمر على بيروت، ليتأكد فشل جميع المفاوضات التى أجريت لإنقاذ «هاريس»! وتلك هى المفاجأة التى قد تحدث..

ومن الواضح أن وراء فشل كل هذه المفاوضات والجهود الأمريكية المدعومة أوروبيا، هو نيتانياهو وعصابة الحكم المدعومين، من أمريكا ودولتها الصهيونية العميقة، بشكل واضح، حتى إن الحرب هى حرب أمريكية شرق أوسطية، وأداتها هى «دولة» الكيان الصهيونى، التى دخلت مربع الانهيار، بعد طوفان الأقصى والصمود الأسطورى لشعب فلسطين فى غزة والضفة، وفى جنوب لبنان وكل لبنان، والمشهد مملوء بالمفاجآت، فهل ينفذ ترامب وعوده بإنهاء الحرب فى غزة ولبنان؟.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية