تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«سوريا العروبة» إلى أين.. وسط بيئة معقدة؟!
لعلنا جميعاً.. نسلم وندرك أن الموقع الجيوإستراتيجى للجمهورية العربية السورية يجعل أن ما حدث شىء مهم، وهو إسقاط نظام الحكم بقيادة بشار الأسد، بفعل المؤامرة الخارجية الكاملة وفقاً للمشروع الأمريكى الصهيونى وفقاً للتصريحات الرسمية العلنية والمباشرة. ولذلك فإن الاهتمام العلمى والسياسى، بما حدث ويحدث وما يمكن أن يحدث، فريضة وليس واجباً فقط، لأن الدولة بموقعها الجيوإستراتيجى يستحق، بما له من تداعيات كبرى ودولية واسعة النطاق.
فإسقاط نظام بشار الأسد، المدنى والعلمانى، لصالح تمكين جماعات دينية متأسلمة مسلحة، خطأ كبير، وقع فيها المتآمرون، سيدركون عاقبته حاضراً ومستقبلاً، بل وقع فيها المؤيدون والداعمون، وأن تداعيات ذلك الخطأ ستظهر تباعاً حاضراً ومستقبلاً. فلم يحدث مثل هذا التمكين من السيطرة على السلطة، مع انعدام الشرعية والمشروعية، كما شرحتها فى المقال السابق، لجماعة بلا جذور فى الدولة السورية، باستثناء أن هذه الجماعة تحمل السلاح لإسقاط نظام الأسد، لصالح الجماعات الممولة والمخططة والتى دربت وسلحت!.
والسؤال هنا.. هو: هل سيتم تمرير ما حدث فى سوريا العروبة، وفقاً للمخطط والمؤامرة التى قادتها قوى إقليمية، بدعم أمريكا والصهيونية العالمية، وتحقيقاً لمآرب لها.
فى تقديرى أن ما حدث لن يتم تمريره، أو استمراره، مهما سعى الداعمون للمؤامرة وأطرافها، لمساندة أحمد الشرع، وفرضه بالقوة وكأمر واقع، على الشعب السورى، وإظهار صورة هذا الشعب وكأنه يؤيد هذا الوضع، عبر مجموعات قد تكون كارهة لنظام الأسد أيا كانت الأسباب. ولا يغرنك مشهد وصول بعض وزراء خارجية دول كبرى، ودول إقليمية، إلى العاصمة دمشق، ومقابلة أحمد الشرع ووزير الخارجية، وكأن سوريا أضحت دولة طبيعية بعد الإسقاط العمدى والمخطط الخارجى له لنظام الأسد وأركان حكمه. فالفتنة مستمرة، والقتل على الهوية مشتعل، والاحتلال الرسمى لجزء من سوريا، أصبح معلنا (الصهاينة يحتلون جزءاً، والأمريكيون يحتلون جزءاً، والأكراد يسعون للانفصال، يسيطرون على جزء، بينما للروس قواعد عسكرية)، ومن ثم، فإن سوريا لم تعد هى الدول المستقلة والحرة كما كانت قبل أحداث مارس 2011م، فضلاً عن سيطرة أحمد الشرع وجماعته على دمشق، وقصر الشعب الذى كان يحكم به الأسد، سوريا منه، بعد التمكين الخارجى له.
فسوريا أصبحت الآن منطقة منافسة ونفوذ عالمية بوجود هذه الأطراف الدولية والإقليمية على أرضها من كل جانب!! بل الأدهى من ذلك أصبحت سوريا دولة منزوعة السلاح والجيش، وكأنها دخلت حرباً، ثم هزمت هزيمة كاملة، مثلما حدث لدول المحور بعد الحرب العالمية الثانية (ألمانيا – إيطاليا – اليابان)! وهو ما لم يحدث.
فالمؤامرة هي: العقاب الشامل للدولة السورية ونظامها المقاوم، والذى رفض التطبيع مع الكيان الصهيونى، وتوقيع اتفاقيات استسلام، وذلك بإسقاط النظام، والسماح للكيان الصهيونى بممارسة هوايته فى التدمير والتخريب، بتدمير كامل وشامل للقدرات العسكرية السورية بنحو 80-90%، حتى أصبحت سوريا بلا جيش. وشملت المؤامرة تمكين هذه الفصائل المسلحة، والتظاهر بممارسة شئون الحكم والسلطة، بحكومة تضم متخصصين فى الإرهاب، وليس فى شئون الحكم! وإن كان ذلك قد تحقق، فإنه أمر مؤقت، للترتيب لخطوة قادمة!! ولعل كل سيناريوهات ما بعد ما حدث، متاحة (التقسيم – الفتنة – الحرب الأهلية) بحيث تظل سوريا دولة شبح، بلا أجنحة، وتترك عائمة (Floating)، دون أن تعود لممارسة دورها القيادى المؤثر، فى الصراع العربى الصهيونى، وضد الكيان الصهيونى مباشرة، ومن ثم تصبح سوريا هى الدولة الوهمية الغائبة، وتعيش سوريا مشهداً تمثيلياً كاملاً!.
الآن: فقد جاء ترامب عالميا، بأجندته، ويرفض الإرهاب، وتمكين داعش المصنوع من الديموقراطيين، ومن ثم فقد تتحول المخابرات الأمريكية إلى مشهد ترامبى جديد، سنقرأ فصوله فى سوريا. فضلاً عن أن العلاقات الأمريكية الصهيونية قد تشهد تغيرات، وكذلك العلاقات الأمريكية الأوروبية!! ولعل الأيام القادمة بعد أقل من شهرين على إسقاط نظام الأسد فى الثامن من ديسمبر الماضى، ستشهد فصلاً، بل فصولاً جديدة فى الأزمة السورية!!
وقد احسنت مصر فى خيارها، بعدم الانغماس فى خضم المشهد السورى حالياً، والتريث إلى أن يحدث مشهد جديد، وإن دل ذلك، فإنما يدل على الخبرة العريقة للدولة المصرية فى التعامل مع أزمات النظام العربى، وإلى حين. وغداً سنرى!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية