تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. إيمان الجمال > انفصال السماء عن الأرض .. بردية شو

انفصال السماء عن الأرض .. بردية شو

المصري القديم حاول تفسير كل الظواهر المحيطة حوله، ومنها الظواهر الكونية لانفصال السماء عن الأرض، وضع عدة تصورات لها في الأشمونين ومنف وهليوبوليس كل مرحلة منها تطور للفكر، يمثل المعبود شو عند المصري القديم معبود الهواء.

 

شاع تمثيل منظر انفصال السماء عن الأرض على أكتاف توابيت الأسرتين الحادية والثانية والعشرين، وهو يصور ربة السماء نوت امرأة عملاقة تنحني كقوس لتشكل قبو السماء، ويرفعها شو، رب الهواء الذي يحمل العلامة التي يكتب بها اسمه على مثبته على رأسه، أما رب الأرض "جب" فهو يرقد على الأرض. 

يقول النص: "كلما تقولها نوت، الربة الأولى، التي تلد الآلهة "النجوم" وتخلق الشمس حتى تسود أرجاء الأرضيين، وحول شو توجد علامات تقول "شو بن رع" الذي رفه نوت عاليًا.

كان "رع آتوم" طبقًا للأساطير خالق نفسه بنفسه وهو الذي خلق أولًا الآلهة بأن بصق من فمه الإله شو والإله تفنوت وهما تجسيد للهواء والرطوبة علي التوالي ثم رزق هذا الإله بطفلين هما "جب" إله الأرض "ونوت" إله السماء وحين تعانق الاثنان فصلهما "شو" ورفع "نوت" عاليًا تاركًا "جب" مستلقيا إلى أسفل وهكذا استقرت السماء والأرض كل في مكانها ثم رزقت "نوت" من "جب" بأربعة هم (أوزوريس، إيزيس، ست، ونفتيس) ويكون هؤلاء الآلهة التسعة التاسوع الأكبر لمدينة هليوبوليس.

 

وكان إله الشمس يبحر كل اليوم في قاربه عبر السماء من الشرق إلى الغرب وكان الآلهة هم بحارته الذين يقومون على خدمته، وكان هو طفلًا صغيرًا حديث الولادة عند الفجر ولكنه كان يسارع في النمو كلما تقدمت الساعات حتى لتراه في وسط النهار رجلًا مكتمل القوة ثم يبدأ بتقدم في السن بعد الظهر حتى تأتي ساعة الغروب فيتحول إلى شيخ أحنى الضعف ظهره.

 

وكان يسعد المصري أن يشهد الشمس، ساعة شروقها وكانت قصارى آماله أن يحيا بعد الموت، وعلى ذلك فإن الشخص كان يأمل سواء أكان رجلًا أم امرأة أن يحمل في قارب الشمس وأن يبحر عبر السماء في حضرة رع ذي البهاء".

 

وهذا الفكر يستوجب التأمل في كم الإبداع الخيالي للمصري القديم، فهذا الفكر التأملي أبدع هذه المناظر المصورة لتفسير العلاقة بين السماء والأرض، وكيف رفعها الإله شو ورسم السماء أمراه منحنية فوق الأرض وقدر السماء مقلوب وهو الحد الخارجي للكون، فقبة السماء معلقة فوق الأرض بقوة رافعه وطلب المصري دعم السماء بسواعدها تسند الأرض، وبذلك "نوت" قادرة على ولادة النجوم والنجوم تسبح على بطن السماء، ومن الأسطورة اندرجت أسطورة هلاك البشر. 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية