تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ونبلوكم بالشر والخير فتنة
قيل عن الدنيا انها دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببًا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي..
فالحظوظ موزعة في الدنيا توزيع بلاء وفي الآخرة توزيع جزاء، يجب أن نتمعن كلام الله سبحانه وتعالى لنعلم ان الكُل مُبتلى بخلاف نوع الابتلاء وبإختلاف الشخص الواقع عليه الإبتلاء ، فقد تجد شخص مُبتلى ولكنه راضي وسعيد فلديه رضا وقناعة بما قسمه الله له وآخر من الممكن أن يكون أقل ابتلاءًا ولكنه يفتقد الرضا والقناعة!
والإبتلاء ليس فقط بالمنع بل بالعطاء ؛ والابتلاء ليس فقط بالشر بل بالخير أيضاً ؛ فنحن في الحقيقة مُبتلين فيما اعطاه الله لنا من رزق ونعم وبما منعه الله عنّا، وقد يكون الابتلاء في العطاء وقد يكون الرزق في المنع فيصير المنع عين العطاء،
وهناك آيات عديدة في القرآن تتحدث عن الإبتلاء ، ففي الحقيقة نحن في امتحان في كل وقت وفي كل مكان ، وجودنا في الدنيا ابتلاء وكل رزق يمنحه الله لنا اختبار ، فمن اعطاه الله المال فيما ينفقه؟ ومن اعطاه الله رزق الزواج فإختباره كيف يطيع الله فيمن تزوجه؟
ومن اعطاه الله رزق الاولاد فكيف يتم تربيتهم ، ومن اعطاه الله الجاه والسلطة فهل يعدل بين الناس ويقيم العدل في الارض؟ ، ومن اعطاه الله العلم والحكمة هل نفع بها الناس ام احتكرها لنفسه؟
فالنعمة التي يسيء الانسان استخدامها تنقلب لنقمة وينزعها الله منه ، ففي الحقيقة لا نعلم بأن كل رزق يمنحه الله لنا هو اختبار لنا والعبرة أن ننجح في اختبار الدنيا وليس فقط النجاة منه، فمقياس درجة ايمانك بالله وحبك له هو مقياس نجاحك في الابتلاء والصبر عليه ، والابتلاء حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب،
ولا يغيب عن اذهاننا ان كل ابتلاء يمُر به الانسان ابتلى به الله الانبياء والرسل ، فالله أمرنا بالاسترشاد بقصص الانبياء وما حدث معهم ليكونوا عبرة دائمًا لنا ، فجميع الرسل والانبياء تعرضوا لأمتحانات عدة ومن يتمعن يجد أن كلًا منّا تعرض لِما تعرض له الانبياء بإختلاف أنواع الابتلاء، ولكن الفيصل هو كيفية التعامل مع الابتلاء ، فهناك من فَقَدَ ابنائه ولا يعلم بأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد أبنائه، وهناك من تعرض لغدر من أقرب الناس إليه وسيدنا يوسف تعرض لحقد وغدر أخوته، وهناك من أُتهم ظُلم وسُجِنَ ظُلم وسيدنا يوسف ايضًا تعرض لذلك، وهناك من تحدث الناس عنه بسوء واتهم ظلما كعائشة زوجة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، وهناك من اُبتلي بإبن عاصِ كسيدنا نوح، أو زوجة عاصية كسيدنا لوط، أو زوج عاصٍ كآسيا امرأة فرعون، أو أب عاصي كوالد سيدنا ابراهيم ، عليهم جميعًا السلام ، فالثواب على قدرالمشقة، فتعرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإمتحان القهر كذبوه وسخروا منه واساءوا إليه فصبر، وامتحن امتحان النصر فتواضع ، وامتحن امتحان الفقر فصبر ، امتحن امتحان الغنى فشكر، وامتحن بكيد الاعداء وافتعلوا المؤمرات عليه، وسيدنا ايوب تعرض ايضًا للعديد من الابتلاءات بعد أن أنعم عليه الله بالعديد من النعم سلبها منه فصبر ثم ارجعها إليه مرة آخرى ، فالإبتلاء لحكمة ما ستعلمها مع مرور الوقت ، فلكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ،
فلو تأملنا في حياتنا اليومية سنجد أننا نبتلى 24 ساعة أى نتعرض يوميًا لمواقف عدة من مضايقات اثناء العمل لاختبار مدى أمانتك مدى صدقك مع الله ، وايضًا نصادف آناس كثيرون يختبر الله مدى صدق ايماننا وكيف نتصرف إزاء الابتلاءات التي نتعرض لها، حتى المنح والعطايا ابتلاء، ولا نعلم بأن الابتلاء مرتبط بالرزق ارتباط طردي فكلما زاد رزقك زاد الابتلاء، فالجميع يتعرض لابتلاءات ولا تظن أنك وحدك مُبتلي ولكن ما يفرق البعض والبعض الآخر رد الفعل إزاء تلك الابتلاءات وبالتالي من ينجح فيه ومن يرسب !
فلكي تخفف من وقع الإبتلاء عليك تذكر إنه مؤقت وتمعن في حكمة الإبتلاء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية