تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. آيات الحداد > رسالة من البابا تواضروس الثانى

رسالة من البابا تواضروس الثانى

«من يعرف الحب يفهم الحياة»، مقولة مهمة تضع ثوابت، قليلا ما نصادف طبيبا ماهرا مثل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يفهم الحياة على حقيقتها ويشخص أمراضها دون فلسفة غير مفهومة. البابا تواضروس الثانى الذى كان ضيف شرف صالون الحداد الثقافى ملأ المكان حبا بحديثه الشيق الذى لا يخلو من الحكمة، فلا تملك إلا أن تترك نفسك تنهل منه علما ومحبة باعثا إليك ولكل المستمعين له بالحب والسلام .

 

تحدث قداسته بموسوعية شديدة عن الحب العام الشامل بداية من حب الله ونهاية بحب الوطن ورسالة الإنسان فى الحياة هى الحب، واختصر فى حديثه سبب أغلب المشاكل التى نعيشها اليوم وكأنه وضع يده على فيروس البشرية المستشرى اليوم وهو اختفاء الحب من حياتنا، وأعطانا روشتة ذات وصفات واضحة ومباشرة لزرع الحب بداخل الإنسان بداية من الأسرة التى هى النواة الأولى للطفل وهى الأساس فى بناء شخصية سوية نفسياً مشبعة بالحب.

للمحبة خمس صور عند البابا: أولاها محبة الله والثانية محبة الإنسان والتى تعنى أى حب سواء كان الإنسان لأخيه الإنسان دون النظر إلى مذهبه أو دينه أو لونه أو انتمائه، فكل إنسان منا رسالة الله للآخر، ثالث صورة : محبة الأرض أى محبة الطبيعة والهواء والحيوان والنباتات، واختصر قداسته الكثير من الكلام فى مقولة: فاعتداء الإنسان على الطبيعة جعل الأرض تشكو ، موجها نصيحة لكل الآباء: ازرعوا فى أولادكم مبدأ الحرص على الطبيعة وجمالها ومحبتها.

رابع صورة : محبة الوطن، مشيرا إلى تفسير ألوان علم مصر بأنها تشمل كل محافظات مصر: فاللون الأبيض يعبر عن محافظات ساحل البحر الأبيض, والأحمر: يعبر عن محافظات القناة؛ والأسود: وهو يعبر عن محافظات النيل كلها؛ والأصفر (لون النسر): يعبر عن المحافظات الصحراوية. أما عن خامس صورة : محبة الخلود الأبدية: محبة السماء والحياة الأبدية.

رسائل جمالية تضفرت مع مدلولات حياتية يحتاجها إنسان اليوم لبناء أشخاص أسوياء نفسياً، فالحب إن كان مكونا من مكونات الفرد فإنه يعود بلا شك على الأسرة التى قوامها الزواج المبنى على الحب والنوايا السليمة التى تؤتى ثمارها أطفالا أسوياء محبين لأنفسهم والحياة ؛ وليس كما نشاهد اليوم ساحات الحرب بين الآباء والكره الذى ينتقل للأبناء لنشاهد جرائم ما عهدناها بين أبناء الأسرة الواحدة, فالعنف وليد الكراهية والسلام وليد الحب، فيجب أن تتعلم الأسرة زرع الحب لأبنائها حتى يتشبعوا به ، ومن ثم تأتى الأدوار المكملة للمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمع، فلن يشعر الطفل بالحب إلا من أسرته أولا، فإذا افتقد الحب فلن يجد الأمان فى أى مكان آخر، ومن الضرورى أيضا إضافة دروس فى المناهج التعليمية تتحدث عن الحب والمحبة بين الناس بعضها البعض بغض النظر عن لونهم ومعتقداتهم وشكلهم ودينهم ؛ لتصبح لغة الحب هى لغة السلام والتعارف، وهى أساس بناء الإنسان للنهوض بوطن هو فى حاجة إلى مزيد من المحبة لمواجهة أى تحديات تتربص بنا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية