تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. القس جورج شاكر > سنة هجرية جديدة وأمنيات عديدة

سنة هجرية جديدة وأمنيات عديدة

بادئ ذى بدء على باقات الورد أقدم أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى لكل المصريين رئيسا وحكومة وشعبا بمناسبة حلول العام الهجرى الجديد، أعاده الله علينا جميعا بالخير والازدهار والسلام والاستقرار.

 

كل عام ونحن أخوة أحباء، فما أجمل أن يكون رباط المحبة هو الذى يجمعنا ويوحدنا، فالمحبة هى نبع وأم كل الفضائل، ومن ثمارها كل أعمال الخير، والحب الحقيقى يلون وجه الحياة بألوان بديعة الجمال... ألوان السلام والعطاء، والأمل والرجاء، والإخلاص والوفاء، والعدالة والرخاء.

نعم! فالحب قادر على أن يتخطى كل السدود ويصل إلى أبعد الحدود... لمسة الحب قوة دافعة، وهمسة الحب رسالة مقنعة، وبسمة الحب إطلالة مشجعة... الحب الحقيقى يحدثك بما فيه بنيانك ونجاحك، أما الحب الكاذب فهو يحدثك فقط بما يحلو لسماعك.

حقا! الحب الحقيقى لا يجعلنى أخاف منك بل يجعلنى أخاف عليك، والحب الحقيقى يجعلك تمد جسورا من المودة والسلام مع الآخر، أما الحقد فيدفعك لبناء أسوار من الخصام والاتهام، والتهديد بالانتقام بينك وبين الآخر... الحب الحقيقى هو الذى يجعلك تعاتب مَنْ أساء إليك لا لكى تجادله وتُحرجه وتَجرحه، وإنما لكى تحاوره وتصارحه لتربحه، والحب الحقيقى يلتمس للمسىء العذر، أما الحقد الدفين ففكر ويخطط للغدر.

أجل! المحبة الحقيقية يفيض قلبها بالخير ويدها بالعون، أى نعم! يستطيع الإنسان أن يعطى دون أن يحب، لكن مستحيل أن يحب دون أن يعطى، ولا شك فى أن قيمة عطايانا تتضاعف عندما نغلفها بالحب ونقدمها بفرح وسرور.

كل عام نحن نبنى معا مصرنا الغالية بسواعد فتية قوية، وعقول واعية ذكية، وقواعد علمية حضارية، وإرادة وعزيمة حديدية من أجل أن ينعم كل مصرى بالسعادة والرفاهية، فى وطن تتحقق فيه الديمقراطية والحرية، والكرامة الوطنية، والعدالة الاجتماعية.

كل عام ونحن نعبر عن انتمائنا وولائنا لمصرنا لا بالأقوال بل بالأعمال فنبنيها ونعليها ونراعيها ونحميها ونفديها، ونجسد التنمية الشاملة فيها بمختلف صورها وشتى مناحيها، فنُشغل مصانعها، ونستصلح أراضيها ونحولها إلى بساتين تحمل الخير الوفير لنا وللأجيال القادمة، وذلك بتوفير المناخ الآمن المستقر لشد رءوس الأموال وجذب السياحة والاستثمار لمصرنا الجميلة التى تمتلك قرابة نصف آثار العالم ... الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف سنة.

كل عام ونحن نحتضن شبابنا ثروتنا الغالية... ركيزة الحاضر وأمل المستقبل فنوفر له التعليم الراقى الذى يتماشى مع لغة العصر بتطوير جميع عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية)، ونهيىء له فرصة العمل التى تدر عليه دخلا مناسبا ليعيش به حياة كريمة. كل عام ونحن نحمى شبابنا من غدر وشر إدمان المخدرات الذى يفتك بهم ويدمرهم، ويلقى بهم فى طريق الموت.

كل عام وجيشنا العظيم مصنع الرجال، ورمز الانضباط والالتزام، قلعة وحصن الوطنية المصرية على مر العصور والأجيال، خير أجناد الأرض، من أعظم جيوش العالم على الإطلاق، كان ومازال وسوف يستمر بمشيئة الله جيشا وطنيا موحدا من الشعب وللشعب، يؤمن بأن عطاءه ممتد حربا وسلاما، وسيسجل التاريخ بحروف بارزة من نور لجيشنا الباسل الجَسور دوره الوطنى العظيم فى الحفاظ على الوطن مصونا، وعلى الشعب موحدا. كل عام وشرطتنا الوطنية الأبية تنشر فى ربوع بلادنا الأمن والأمان، وتحمى وتحافظ على جبهتنا الداخلية متماسكة وصلبة وقوية.

كل عام ووسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية تؤدى دورها فى نشر الثقافة والآداب والفنون والعلوم بكفاءة واقتدار فتثرى وجداننا ... وتسمو بتفكيرنا ... وتنمى قدراتنا ... وتحافظ على سلامة ذوقنا، وبإيجاز ترقى بكياننا.

كل عام والأغنياء يجسدون قيم التكافل والتراحم والتعاطف مع الفقراء والمهمشين والمحتاجين، فمن العيب أن ينام مصرى بلا عشاء ومن حوله أغنياء فى منتهى الثراء أصيبوا بالتخمة والعناء من كثرة الغذاء. وليدرك الأغنياء أننا دخلنا إلى العالم بلا شيء، وسنخرج منه بلا شيء، وليعلم الإنسان أنه إذا أخذ من الدنيا ماشاء فسيخرج منها كما جاء، ومَنْ يمد يده لمساعدة الفقراء سينال مكافأة من رب السماء.نعم! جميل أن تكون الأيادى الضارعة هى نفسها التى تمتد لتمسح العيون الدامعة، فما فائدة الأيادى الضارعة إذا امتدت للمحتاجين وهى فارغة. مرة أخرى كل عام وكل مصرى فى أى مكان بكل خير وصحة وسعادة وسلام.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية