تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. القس جرجس عوض > لماذا يستمر نيتانياهو فى عناده؟

لماذا يستمر نيتانياهو فى عناده؟

ليس جديدا على السياسة الإسرائيلية أن تتصف بالعناد أو الغطرسة، فرغم أن هذا الشعب خرج منه الآباء والأنبياء والرسل، فإنه منذ نشأته وهو يتصف بالعناد والغدر، وتعد حادثة يوسف الصديق هى أول حالة غدر سجلت فى تاريخ هذا الشعب حيث قاموا على أخيهم بقلب رجل واحد وطرحوه فى بئر عميقة دون شفقة او رحمة لسنه الصغيرة ودون اعتبار لأبيهم المسن يعقوب!

وقد ذكر هذا الحدث الجلل فى الكتب السماوية، ليس هذا فحسب بل الله نفسه نعتهم بانهم شعب صلب الرقبة، وهذا الأمر يشير إليه كتاب التوراة فى قوله وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَة»ِ 10.

وفى التاريخ الحديث نقرأ عن حادثة الهولوكوست التى راح ضحيتها ستة ملايين شخص من اليهود «المحرقة الأكبر جللا على مدار التاريخ»، التى نفَّذها الزعيم النازى أدولف هتلر وقد حكم ألمانيا من الفترة 1933 إلى1945، كان هتلر يعتقد أن اليهود كانوا سبب هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، فقرَّر الانتقام منهم بالحرق، وقد ذكر هتلر فى كتابه «كفاحى» عن أهم المبادئ التى قام بها وتمثلت فى التوسع العسكرى والقضاء على الأجناس «الملوثة» وهم اليهود، والغجر، والمثليون، وشهود يهوه وذوو الاحتياجات الخاصة، وقد ذكر أيضا أنه عرض على بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية استضافة اليهود، بدلا من التخلص منهم، لكنهما رفضتا العرض!

والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا تحصد غزة ما زرعه هتلر، رغم أننا ندين ونرفض ما فعله هتلر باليهود كجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، ومتى تتعلم القيادة السياسية الاسرائيلية هذا الدرس أم تظل فى تطرفها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم إلا مع نفسها، هل سيظل نيتانياهو مستمرا فى عناده ويرفض الحلول السلمية والسياسية التى تنادى بها كل الدول وتقرها جميع المواثيق الدولية والحقوقية.
وأنهى حديثى بهذه القصة التى يقال إنها حدثت بالفعل ومسجلة رسميا فى الأمم المتحدة، وقد حدثت فى قرية «كفر كلّا» فى الجنوب اللبناني.
تقول القصة إنه فى عام 1962 وقبل أن تقيم إسرائيل الأسوار الفاصلة مع لبنان، تاهت إحدى الحمير اللبنانية، ودخلت فلسطين المحتلة، واختفت هناك، وعجز أصحابها عن اللحاق بها، خوفًا من البطش الإسرائيلى، فقررت الاسرة التخلى عن الحمارة وبعد عامٍ على اختفائها تفاجأ أصحابها بعودتها إلى المنزل، وكان يتبعها عدد من أطفال القرية مهللين وفرحين بعودة الحمارة سالمة وبعد ساعات من عودتها، حضر الدرك اللبنانى بصحبة المختار (عمدة القرية) ورئيس البلدية مع قوات الطوارئ الدولية، وداهموا منزل اصحاب الحمارة، مطالبين بتسليم الحمارة للقوات الدولية، كى تعيدها إلى (إسرائيل)، فالحمارة حامل من حمار، إسرائيلى، وبعد اعتراض ورفض من اصحاب الحمارة، ارتفع منسوب الغضب، وانضم أهل القرية إلى النقاش، وراحوا يصرخون بصوت جماعى، الحمارة حمارتنا، تاهت، ورجعت لنا. ومن هنا تدخل الجيش الإسرائيلى، بوساطة دولية، واتفق الجميع على أن تعود الحمارة إلى دولة اسرائيل بشرط أن تعيد الأمم المتحدة الحمارة إلى اصحابها بمفردها وتم توقيع اتفاقية، على أن يبقى مولودها الجحش فى دولة إسرائيل واتفق الجميع على ذلك وبعد ثلاثة أشهر، هربت الحمارة من (إسرائيل) مرة ثانية دون تنسيق أمنى، وعادت الحمارة وهى تجر خلفها العربة نفسها، ويركض بجوارها مولودها الجحش الصغير ولم تمضِ ساعة، حتى حضر جميع الأطراف الموقعين على الاتفاقية وتم القبض على الجحش المسكين وتسليمه لقوات الأمم المتحدة، لكن الجحش رفض أن يترك أمه، وتشبث بالبقاء فى لبنان، وهرب من قوات الدرك ومن ثم تم استدعاء قوات إضافية، وبالفعل تم إلقاء القبض على الجحش، مكبلا مأسورا الى إسرائيل. ولم يشفق على نهيق الجحش الصغير!

ومن هنا نعلم ان المفاوض الإسرائيلى، صلبٌ وعنيدٌ وطويل البال إلى الحد الذى رفض أن يفرط بجحش أبوه حمار إسرائيلى، وأمه حماره لبنانية، كيف سيتخلى هذا المفاوض العنيد الذى لم يفرط بجحش صغير! فكيف يكون الأمر عن غزة التى منحتها له حماس على طبق من ذهب. ولنيتانياهو أقول إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية