تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شرفاء لكنهم لصوص
لست أتحدث عن الفيلم الكوميدي «لصوص لكنهم ظرفاء» من إنتاج عام 1968، بطولة أحمد مظهر وعادل إمام وماري منيب ويوسف فخر الدين ومديحة سالم، وإخراج إبراهيم لطفي وكم أمتعنا ومازال يمتع الكثيرين فى اثناء عرضه. ولكني أتحدث هنا عن الشرفاء اللصوص فهم في الظاهر شرفاء وفي حقيقة الأمر لصوص، وقد يكونون شرفاء بعائلاتهم او وظائفهم او ممتلكاتهم او مكانتهم ولكنهم في حقيقة الأمر هم لصوص.
فشتان الفرق بين اللص الشريف الذي كان يسرق الأغنياء ويعطي الفقراء وبين الشريف اللص الذي يمتص دماء الفقراء. تحت ظل القانون واني أعتذر لكل الشرفاء الحقيقيين والأجلاء الذين يمتهنون الوظائف المتعددة واني أخاطب فقط اللصوص الذين يرتدون ثياب الشرفاء ومن أمثلة هؤلاء الذين يعملون فى بعض المهن العظيمة ولا يقومون بأدوارهم كما ينبغى, ومن أمثلة ذلك بعض المدرسين حينما يكونون غير مؤهلين علميا او نفسيا فهذه كارثة، فالمعلم هو الذي ينشئ أجيالا وهو الذي يشكل العقول ومن خلاله تبني الحضارات او تهدم، لذا يجب ان تتوافر في شخصيته، الوطنية الخالصة، والأخلاق الرفيعة، والثقافة والمعرفة، وكاريزم الإلقاء، وقوة التأثير، فنحن نأتمنه علي اغلي ما نمتلك وهم أبناؤنا. أيضا الطبيب الذي يتقاضى اجرا لمرض لم يستطع تشخيصه او ان يحيله لطبيب آخر وهناك من يأخذ أموالا طائلة لإجراء عملية جراحية وهو متأكد انها فاشلة، وتكون النتيجة موت المريض تحت يديه, وكم من أخطاء طبية أودت بحياة الكثيرين.
أيضا المهندس الذين يتلاعب في أوراق مخالفات البناء وتحرير محاضر بأسماء وهمية. والذين يصدرون تصاريح بناء سوف ينهار علي رءوس الابرياء سواء بالغش في مواد البناء وغيره الكثير من المخالفات فهو يتقاضى اجرا لموت الأحياء تحت الأنقاض. أيضا المحامي الذى اقنع موكله بنجاح القضية وهو يعلم في قرارة نفسه بانها قضية خاسرة ويتقاضى اجرا ليس من حقه ويدافع عن قضيه خاسره وقد ضاعت الرحمة في ساحة العدل.
أيضا سارقو الأفكار والإقلام والأبحاث والمقالات. كذلك رجل الدين المحتال الذي يسرق الخُطب الدينية والأموال ويستحل لنفسه ما حرمه الله ويتهم الآخرين اما بالكفر او الهرطقة. كذلك التاجر الذي يبيع بضاعة مغشوشة أو موازين غش، أو بضائع منتهية الصلاحية، أو أدوية فاسدة، للتلاعب بصحة البشر انه لص في صورة التاجر الشاطر.
وللتأكيد أنا لست هنا أعمم، فالغالبية الساحقة من تلك المهن هم من الشرفاء الأمناء حقا, ولكنى أتكلم عن البعض وهم قلة محدودة. فالأمناء والشرفاء بحق، هم تاج فخر ووسام شرف فوق جبين المجتمع، عزيزي القارئ ان لم تلمنا ضمائرنا فالله اعظم, اجعل ضميرك هو الشاهد علي افعالك واقوالك، اجعله رقيبا وحارسا امينا علي تصرفاتك، قيم نفسك من خلال مرآة الضمير وليس بحسب القانون الوضعي لكونه لا يحاسب الانسان علي النياتب علي كل ما هو مادي وبالدليل والبرهان، ولكن اسأل نفسك هل انت راض عن تصرفاتك؟ هل عجلة الحياة تسير بك الي الأمام ام ترجع الي الخلف؟ ان سلكت في طريق الضلال وادركت انك في سكة اللصوص، قف مكانك وقل لنفسك للخلف در وصحح مسارك، ولكن ان مات الضمير مات الرقيب والقلب فأنت تسير في طريق لا رجعة فيه.
لا تجرح مشاعرك ولا تقبل الاهانة فكرامتك اغلي من كنوز العالم ونفائس الأرض فلا تنتقصها، لقد خلقت حرا فلا تكن عبدا لأخطائك فلا تنحن امام ضغوط الحياة ولا تؤذ ضميرك تحت أي مسمى، لا تعط مكانا لمن يسىء إليك واطرح كل كلام سلبي خلف ظهرك، كن كالجبل الذي لا يكترث بمن يرميه بالأحجار، لقد خلقت للكرامة وان كنت قد اخطات في ماضيك فخذ منه عبرة واطو الماضي بكل صفحاته وضعها علي ارفف النسيان، اعتبره الليل المظلم الذي مضت ساعاته وقد اشرق علي حياتك فجر جديد وشمس ساطعة وعيش حاضرك مبتسماً واسع لمستقبلك متفائلاً، فأنت لم تخلق للهوان بل خلقت انسانا مكرما ساميا فوق كل الخلائق، افتح صفحة جديدة في حياتك وابدأ من جديد فالحياة في تغيير وتجديد مستمر وبدون التغيير ما كانت الحياة، التجديد للأفضل هو ربيع العمر، لا تعش كل عمرك في خريف مستمر .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية