تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اليهود أم إسرائيل أم الصهاينة؟!
حينما نتحدث عن إسرائيل علينا ان نفرق بين ثلاث كلمات وهى اليهود وإسرائيل والصهيونية فكثيرا ما يختلط علينا الأمر فى تلك المصطلحات دون ان نميز بينها. أولا: اليهودية، هى لفظ دينى تطلق على الديانة السماوية، التى ظهرت من خلال موسى النبى ويرجع تاريخها إلى 1600 عام ق. م، فبينما كان موسى يَرعى غنم حميه يثرون، بعد هروبه من أرض مصر حيث انه مكث 40 عاما فى قصر فرعون على أنه الأمير المصرى وقد يكون هو الفرعون المرتقب ولكنه أظهر انتماءه إلى شعب إسرائيل وكُشف أمره، وهرب من مصر ومكث فى برية المديانيين قرابة 40 عاما أيضا، وبينما هو يسوق الغنم إلى وراء البرية جاء إلى جبل الله حوريب، وإذا به يَرَى عُلِّيقة تتقد نارًا ولا تحترق فقال: أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. ومن هنا تحدث إليه الله من خلال النار ومن ذاك الوقت دخل موسى النبى فى مرحلة جديدة وقد دعاه الرب ليذهب إلى فرعون لكى يطلق شعب بنى إسرائيل حيث كانوا عبيدا للمصريين، ومن ثم توالى ظهور الله لموسى النبى تارة بالآيات وأخرى بالمعجزات وانشقاق بحر سوف، اى البحر الأحمر، ومن ثم جاءت الشريعة اليهودية وأبرزها الوصايا العشر، ومن هنا تبلورت الديانة اليهودية ممثلة فى التوراة والمزامير والأنبياء (كتاب العهد القديم) والطقوس الدينية مثل الصوم والصلاة وتقديم الذبائح والمحافل…إلخ، واليهودية ديانة تقبل كل من يتهود ويصير يهوديا من كافة الشعوب، وفى ذات الوقت ليست ديانة دعوية، كالمسيحية والإسلام، إذا الديانة اليهودية غير مقصورة على بنى إسرائيل لذا نستطيع ان نقول، ان كل بنى إسرائيل يهود ولكن ليس كل اليهود من بنى إسرائيل حيث تم اختلاطهم بشعوب مختلفة ودخل إلى اليهودية الكثير.
ثانيًا: إسرائيل، اسم علم عبرى، أصله يسرائيل أى الذى جاهد مع الله، وهو يعقوب بن إسحاق الذى أنجب الأسباط الاثنى عشر فهم أبناء يعقوب وهم الذين جاءوا فى اثناء حكم يوسف إذ أقامه عزيز مصر لتدبير شئون البلاد فى أثناء المجاعة العالمية وترعرعوا فى ارض مصر وعاشوا على أرضها أكثر من أربعمائة عام وخرجوا من مصر على يد موسى النبى، وظلوا فى البرية لمدة أربعين عاما قبل دخولهم ارض كنعان، وبعد أزمنة عديدة حدث لهم سبى وشتات بسبب عصيانهم وتمردهم على الله وأنبيائه، والى وقتنا هذا فان اغلب بنى إسرائيل يعيشون خارج دولتهم إسرائيل ويقدر عددهم بنحو 18 مليون يهودى فى اغلب دول العالم وأما من يقطنون إسرائيل حاليا فعددهم نحو 10 ملايين نسمة تقريبا بمن فيهم عرب 48 وجنسيات وديانات مختلفة، ويمثل عرب إسرائيل اليوم 20 % تقريبا من سكان إسرائيل، بالإضافة إلى أقليات صغيرة منهم دروز ومسيحيون، ومن لا ينتمون إلى الديانات، واغلب الأقليات مسلمون وهم مواطنون إسرائيليون.
ثالثا: الصهيونية فهى حركة سياسية حديثة العهد، بدأت فى أوروبا فى أواخر القرن التاسع عشر، وسعت الحركة إلى تأسيس دولة إسرائيل فى أرض فلسطين وقد تزعم هذه الحركة النمساوى اليهودى (تيودور هرتزل) ويعد الأب الروحى لدولة إسرائيل وشجع اليهود المتفرقين فى كل دول العالم بالعودة إلى فلسطين ساعيًا لتشكيل دولة إسرائيل. وفى عام 1947 أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وفى عام 1948 تم إعلان قيام دولة إسرائيل من دون دولة فلسطين. واغلب يهود العالم لم يؤمنوا بفكرة العودة إلى فلسطين، وبالتالى لا يؤمنون بفكرة الصهيونية، ولكن هناك الكثيرين من السياسيين والدول المساندة لإسرائيل مؤيدين للصهيونية لذلك ممكن القول ان ليس كل الصهاينة يهودا، وليس كل اليهود صهاينة. وليس كل دولة إسرائيل يهودية ومن خلال تلك المصطلحات علينا ان ندرك ان ما يحدث على الأراضى الفلسطينية هو عمل سياسى وليس دينيا وحينما ندين دولة إسرائيل يجب ألا ندين اليهود، لان هناك الكثير من اليهود ضد سياسة نيتانياهو وعلينا ان ندين هذا الإجرام من خلال المنظور السياسى وحقوق الإنسان والهجوم السافر على المدنيين والعزل والتهجير القسرى ولا يجب تحويل قضية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى إلى صراع إسلامى يهودى وهذا يعد فى منتهى الخطورة على القضية الفلسطينية وهذا ما يرجوه نيتانياهو، وهناك الكثير من اليهود الموالين للقضية الفلسطينية وهم ضد سياسة نيتانياهو فهم فى صفنا وليس ضدنا، وهم أحفاد سيدنا إبراهيم، أمثال نيتانياهو ومن يسانده فهؤلاء رجال نزعت من قلوبهم الرحمة والشفقة وهم رجال متمردون على الإنسانية وحقوق الإنسان ومعاندون لصوت الضمير والمجتمع الدولى، ويجب الإصغاء إلى صوت العقل والعمل الجاد على حلَّ القضيةِ الفلسطينية فهو الركيزة الأساسية لاستقرارِ منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما تقدمه مصر من خلال طرح للحلول السياسية للقضية الفلسطينية ووقوفها الدائم بجانب الشعب الفلسطينى لينال حقوقه الشرعية.
> راعى الكنيسة المعمدانية بالقاهرة
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية