تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصيام ملتقى الأديان

الصيام مصطلح دينى عرف منذ قديم الأيام ويعد الفراعنة هم أول شعوب العالم الذين مارسوا الصوم اعتقادا منهم ان الصوم يقوم بتهذيب وخلاص نفوسهم من أية مخالفات أو ذنوب اقترفوها ومن ثم يساعدهم للتقرب من الآلهة وأرواح الموتى. كما ان الفراعنة هم من أطلقوا مصطلح الصوم على الامتناع عن الأكل والشرب ومن هنا جاءت كلمة صوم أو صيام. كما انهم كانوا يقيمون طقوسا خاصة للصيام حيث عرفوا فوائده فى الحفاظ على الصحة، وكانوا يصومون فى أيام الحصاد وجنى الثمار، وكان يعتقد أن صوم ثلاثة أيام فى الشهر يساعد على البقاء فى صحة جيدة، كما كان الكهنة فى العصور الفرعونية يقيمون احتفالية هلال القمر وهم يحملون مصابيح زيتية بغرض الإضاءة ومباخر للتبخير وهم ينشدون, وكان يستمر هذا الاحتفال طوال الليل حتى شروق الشمس، كما تشير بعض الأبحاث التاريخية إلى أن المصابيح كانت عبارة عن الفوانيس المعروفة وكانت تعرف فى الأصل بكلمة فينا, وقد تم تصنيعها لتتناسب مع المعابد والهياكل الفرعونية ومن ثم توارثها الأقباط فى العصر القبطي. وعندما جاء العرب الى مصر استخدموا تلك المصابيح (الفوانيس).

أما فى الهندوسية فإن من طقوسهم الصيام ولكن من أشهر طوائفهم السادو الذين يصومون حتى يصبحوا كالهياكل العظمية. وفى البوذية، الصوم ليس فريضة دينية عامة ولكنهم يصومون فى ذكرى ميلاد بوذا وهناك الصيام المؤدى إلى النيرفانا حيث يتحد الجسد والروح بالنور الأعلى بعد صيام معين. وفى اليهودية هناك أربعة أنواع للصوم وهى الصوم الكامل، والجزئي، وذكرى تدمير الهيكل، والصوم الاختيارى الذى لا يطبَّق على جميع أبناء الشعب اليهودي. وفى المسيحية يُعتبر الصوم عند الطائفة الأرثوذكسية هو الامتناع عن الطعام منذ منتصف الليل وحتى بعد منتصف النهار او حسب مقدرة الشخص، ثم يتناول طعاما خاليا من اللحوم أو الطيور ومشتقاتهم ويشبههم فى الصوم الكنيسة الكاثوليكة أما الطائفة الانجيلية فالصوم درجات أولا صوم روحى عن الخطايا والذنوب سواء بالسلوك او بالأقوال وهذا يأتى بالتوبة ثم الامتناع عن الطعام والشراب من الصباح إلى المساء وقد يمتد أكثر من ذلك.

وفى الإسلام, فالصيام هو شهر رمضان حيث يتم الإمساك عن الطعام والشراب بحسب مواعيد محددة وأيضا الصيام عن الأعمال المخالفة للأخلاقيات، وفى هذا الشهر يوزع المسلمون الصدقات على الفقراء والزكاة كما تجتمع العائلات معا وتتوطد أواصر القربى والعلاقات الإنسانية بين الجيران. وينتهى الشهر الكريم بعيد الفطر المبارك.

ومن خلال هذا السرد ندرك أن الصوم ليس مجرد امتناعنا عن الطعام والشراب فقط، بل أيضا امتناعنا عن كل الشهوات والمشتهيات الجسدية وهناك مقولة إن صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وهذا لا يأتى الا برفع القلب إلى الله بالتوبة الحقيقية والتخلى عن كل خطية محبوبة أو عادة شريرة، والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة من الفضائل الروحية، كما اعتقد ان الصوم فى جوهره هو التعبير عن حبنا لله وخضوعنا له فلا ينبغى ان نصوم عن الطعام والشراب, ونأكل لحوم بعضنا بعضا او نأكل حقوق الغير او تعطيل مصالحهم او نذم فى اخلاقهم او نغتابهم، فان كنت لا تحب أخاك الذى تراه، فكيف تحب الله الذى لا تراه؟ فما أجمل ان نصوم لله صوما نظيفا داخليا وخارجيا.

ان اردت ان تصوم فعليك ان تسجن كل الرذائل من ألفاظ اللسان والغضب وقهر الشهوات وعمل الخير للغير باستمرار, ولا سيما الفقراء والتخلص من العادات الضارة، والتحرر من هموم العالم ومن العقد النفسية. وإذا كان الصوم هو نقطة التقاء بين الأديان, ففى هذه الأيام المباركة يلتقى شعب مصر فى تلك الشعيرة الدينية ولا سيما فى يوم الجمعة العظيمة يكون هناك صوم تام فى كل ارض مصر يصوم كل المسيحيين بمختلف مذاهبهم صوما تاما مع إخوتهم المسلمين ولذلك اتمنى ان يكون فى ذلك اليوم تلاق على الأقل فى الأرواح سواء فى الصلاة والدعاء من اجل بعضنا البعض ومن اجل مصر ورئيسها وشعبها والأزمات الاقتصادية العالمية تقبل الله العلى العظيم منا ومنكم.. وكل عام وانتم بخير.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية