تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أحلام فى العام الجديد
ونحن مع دخول عام جديد تذكرت الكثير من الأحداث التى مرت خلال عام 2024، وأمسكت قلمى لأكتب عن أهم الأحداث فيه، منها أحداث مؤلمة عصرت قلوبنا ومنها أحداث مبهجة، وقلت سأكتب أولا عن الأحداث المؤلمة واحدة تلو الأخرى، وبدأت استحضر ذاكرتى وقلت سأبدأ اولا بالحروب التى أحاطت بنا من كل جانب وتسببت فى الكثير من الكوارث الإنسانية من موت الكثيرين والتلوث البيئى وغلاء الأسعار ونقص الأدوية ونزوح اللاجئين.
وفيما أنا أكتب أثقل النوم أجفانى ورأسى، ورحت فى غفلة، وإذ أرى كل الأحداث المؤلمة تحولت الى مبهجة، قمت وأنا مازلت فى حلمى افتح التلفاز وإذا الأخبار تروى قصة السلام الذى عم العالم كله، ويتسلط الضوء على إسرائيل التى تحتفل بالكريسماس فى غزة، وتتحول غزة المحطمة إلى جنة ليس لها مثيل، فالاطفال يذهبون إلى المدارس والكنائس والجوامع وهم فرحين مهللين، فعصر القنابل المميتة والصواريخ الفتاكة والدبابات المزعجة قد ولى وانتهى، وهاهم الجنود يستقبلونهم فى الشوارع بالورود وهدايا الكريسماس، وهم يرتدون ملابس إسرائيلية وفلسطينية معا، ليس هذا فحسب فالمدافع والدبابات تحطمت وتحولت إلى ركام، والطائرات الحربية ليس لها مكان فى عالم السلام والحب الذى يملأ الأجواء فى كل مكان.
وماذا عن السودان، فالجيش وقوات الدعم السريع أصبحا جيشا واحدا، تحت مظلة الدولة الواحدة، الحروب الأهلية تلاشت ورفعت أعلام السلام فى كل السودان، ورجع إليها الفارون واللاجئون وتعانق شعبها وعم الخير على أرضها، فقد خرج المزارع مع أسرته وأولاده من حوله ليزرع أرضه بكل آمان واطمئنان، فقد توافرت السلع الغذائية، والنيل فاض على أرضها. وماذا عن سوريا الشقيقة والعراق، التى دمرتهما الحروب، فقد تحولتا إلى بستان يسكن فيها كل الأعراق بكل المذاهب، دون صراعات أو إرهاب، وعم الخير على ليبيا، اختفت الصراعات والفرقات وتوحدت القبائل وأصبحوا على قلب رجل واحد، وقناة تليفزيونية أخرى تقول، هنا اليمن هنا ارض الحب والإخاء ارض الوحدة والهدوء، لم تعد تسمع دوى المعارك، الكل آمن يعيش تحت راية الأمن والأمان والسلام. وبينما أشاهد التلفاز فى حلمى أتفاجأ بالمذيع قائلا جاءنا خبر عاجل: روسيا وأوكرانيا يقدمان اعتذارا للعالم كله بعد التصالح الذى تم بينهما، بل ويعدان جميع الدول التى تضررت بسببهما خلال العصر الجاهلى العنيف، بمنحها منتجات زراعية طوال عشر سنين قادمة، ولا سيما الدول الاكثر تضررا. وخبر عاجل أيضا لقد تم إغلاق مصانع الأسلحة بكل أنواعها فى أمريكا وروسيا واليابان والصين وإيران وجميع الدول الصناعية والدول النامية.
وتناشد الأمم المتحدة الجميع بتحويل أموال صناعة الأسلحة والدمار، إلى صناعة البناء والعمار وتحويلها إلى الدول الأكثر فقرا وتضررا من آثار الحروب التى حدثت فى العصر الجاهلى العنيف.
كنت مذهولا من الأخبار وأنا فى حلمى، ثم حولت من قناة إلى قناة أخرى إذ أسمع.. خبر عاجل، عن قرار اجتماع وزراء الإعلام العالمى منذ قليل، بعدم عرض جميع الأفلام والمسلسلات التى تتخللها مشاهد العنف والإدمان والرعب، وغلق كل الألعاب الإلكترونية والإباحية والمثلية التى تؤثر تأثيرا سلبيا على سلوكيات الأطفال، بل وحذفها من على جميع مواقع التواصل الاجتماعى، التى تم إنتاجها فى العصر الجاهلى العنيف، حيث ان هذه الأفلام تعد كارثية على كل المستويات، بل ومعاقبة الدول التى تخالف هذا القرار . ثم أمسكت بالريموت وانا فى حلمى وفى كامل سعادتى، وإذ أرى قناة دينية لم اعلم هل هى إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو....، لكن رأيت الحب، يسيطر على رجال الدين والاحترام المتبادل، وحض المجتمع على احترام وحب وقبول الآخر، لا للتعصب لا للكراهية لا للفرقة، لا للهدم وعدم قبول الآخر، لا للإرهاب بكل أنواعه، بل نعم للإنسانية نعم للحرية نعم للبناء، فنحن نرفض كل الرفض العودة لزمن الجاهلية العنيف، وأمسك رجال الدين أيديهم بعضهم بعضا ليرفعوها الى اعلى وهم يصرحون، إنسان واحد إله واحد وطن واحد، اهلا بالتعددية دون عنف أو كراهية.
وخبر آخر يقول إن الكثير من المستشفيات أصبحت فنادق لخلوها من المرضى، فبعد ان أقلعت الدول المتطاحنة عن الحروب عم الخير وساد السلام ورخصت الأسعار وانتهاء الفقر، وزادت السلع وقلت الأمراض العضوية واختفت الأمراض النفسية وزاد منسوب الأخلاق... وفجأة تدخل بنتى مكتبى، استيقظت وعلى وجهى ابتسامة، وتحدثنى عن ثمن جاكتها الجديد، فقلت لها دعينى فى حلمى، ياليت حلمى يصبح حقيقة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية