تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا
أهنئ حضراتكم جميعًا بحلول عام جديد، وعيد الميلاد المجيد.وكلتا المناسبتين تشير إلى البداية الجديدة، إلى أمر جديد. هذه البداية الجديدة يشير إليها سفر أشعياء 43: 19: «هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا... أَجْعَلُ فِى الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِى الْقَفْرِ أَنْهَارًا».
يكتب أشعياء هذه الكلمات، ونبوته عمومًا، فى ظروفٍ تاريخية صعبة، وفى وقت عانت فيه أورشليم من حالة حصار، ليؤكد أن الله هو سيد التاريخ، وأن خطته ومشيئته صالحتان، وأنه دائمًا يصنع أمرًا جديدًا حتى فى أوقات اليأس وانعدام الأمل. ويتناول الإصحاح 43 من سفر أشعياء عدة أفكار أهمها طمأنة لشعبه مهما كانت الظروف؛ إذ يفتتح الإصحاح بكلمات الرب: «لاَ تَخَفْ لأَنِّى فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي» ويعد الله أن يكون مع شعبه إذا اجتاز فى الأنهار أو النيران، وأن الله ينظر إلينا باعتبارنا أعزَّاء مكرمين. نحن خليقة الله، والله يحب خليقته. من أهم العبارات فى هذا الإصحاح قول الله: «أنتم شهودي»، إننا نشهد لله بحياتنا وسلوكنا وارتباطنا به دون غيره. ويعلمنا هذا الإصحاح أيضًا أنَّ مع تذكُّر العظائم التى نتلامس معها فى تاريخ علاقتنا بالله، فإن الله لديه دائمًا «أمر جديد» يصنعه. الله يجعل دائمًا فى البرية طريقًا وفى القفر أنهارًا. لديه دائمًا مخرجٌ من الظرف الراهن أيًّا كانت صعوبته. نحتاج إلى هذا الأمر الجديد، هذه الآفاق الجديدة فى إحداث التوازن فى حياتنا.
اليوم يدعونا الله لأمرٍ جديد يدفع الجميع لحالة من البناء وخدمة المجتمع. ولعل ما قدمه السيد المسيح فى حياته كان يعبر عن هذا الأمر الجديد؛ فما علَّمه السيد المسيح كان يتجاوز الأفكار النظرية لتقديم رؤية عملية تنعكس على سلوك الإنسان وحياته. فمجيء السيد المسيح إلى أرضنا كان بدايةً لأمر جديد، وأمل جديد فى ظل اليأس وتأكيدًا للرجاء الثابت فى الله مهما كانت الظروف. وعلى نفس المنوال، يجب علينا أن نتمسك بهذا الرجاء.ليس فقط لأنفسنا بل إن نعلن هذا الرجاء للآخرين، لكل من هم فى ضيق واحتياج، وأن نكون شاهدين عن محبة الله للإنسان، وأن نعبر عن هذا فى الشعور باحتياجات المجتمع والتكاتف والتماسك فى الأزمات والتضامن بعضنا مع البعض. لا يمكن للإنسان أن يحيا منعزلًا عن الآخرين فى تحدياتهم، ولا أن يشعر بالفرح فى حياة أنانية متمركزة حول الذات، لا سيما مع معاناة البعض ماديًّا إثر ظروف اقتصادية عالمية أثرت على جميع دول العالم، ودورنا كشهود لله هو التضامن مع من هم فى احتياج، والشهادة عن عمل الله الذى يصنع أمرًا جديدًا، ويجعل فى البرية القاحلة طريقًا، وفى القفر أنهارًا.
اليوم ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد، الذى قدم صورةً حية لتضامن الله مع البشر فى أحلك أوقاتهم، يدعونا هذا لمزيد من التضامن مع بعضنا البعض، والمزيد من تأكيد المحبة والتآخي، والمزيد من الشعور بتحديات المجتمع الذى نعيش فيه... حتى نحقق قول الله فى سفر أشعياء «وتكونون شهودي»، ليصنع بنا الله هذا «الأمر الجديد».
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية