هذا حديث مكرر منى، سبق أن قلته، وسوف أظل أكرره..، متوجها به إلى أبنائنا خريجى الثانوية العامة وإلى أسرهم، وهم الآن يتزاحمون أمام مكتب التنسيق، فى غمرة اختيار الكليات والمعاهد العلمية التى سوف يلتحقون بها، والتى سوف تحدد مهنهم فى المستقبل!

إننى أناشدهم جميعا، وبكل صدق أحذرهم.. لا تقعوا أبدا فى مصيدة المقولة السخيفة التى صنعها للأسف الإعلام عندنا واسمها كليات القمة! (والتى تعنى ضمنا أن غيرها هى من كليات القاع!!) والتى أكرر رجائى أيضا لزملائى الإعلاميين الكف عن ترديدها!

وسوف أستعرض هنا - مثلا - الوزارة المصرية الحالية... من ياترى من وزراء مصر الحاليين هم من خريجى ما يسمى كليات القمة.. ومن هم خريجو كليات القاع؟!!

حقا.. إن رئيس الوزراء (د.مصطفى مدبولى) هو خريج هندسة القاهرة، ومعه تسعة وزراء آخرون من الهندسة والفنية العسكرية. وهناك اثنان من خريجى الطب (بشرى وأسنان وبيطرى)… ولكن هناك أيضا أربعة وزراء من خريجى كليات التجارة، ووزيرين من خريجى الحقوق، علاوة على وزير من كل من التربية الرياضية والخدمة الاجتماعية والفنون الجميلة.. وهى كليات يدرجها الإعلام للأسف ضمنيا وبشكل غير مبرر، ضمن كليات القاع!

هذا كلام فارغ وغير جائز على الإطلاق!، إن بعضا من أفضل وزراء مصر ورؤساء وزرائها كانوا من خريجى كليات التجارة، التى لم يدرجها الإعلام أبدا ضمن كليات القمة! وفى مقدمتهم على سبيل المثال رئيسا وزراء مصر الأسبقان د. عبدالعزيز حجازى (1974- 1975) وعلى لطفى (1985- 1986).

مرة ثانية وثالثة ورابعة.. أيها الشباب, أيها الآباء والأمهات... لا تستسلموا لتلك الكليشيهات الفارغة وتذكروا أن المستقبل لا يصنعه مجرد الالتحاق بكلية أو جامعة معينة، وإنما يصنعه أولا وأخيرا طموحكم وجديتكم وثقتكم بأنفسكم!

Osama 1947@gmail.com