خضعت غزة للحكم العثمانى فى عام 1516 الذى قسم فلسطين إلى ستة أجزاء أو سناجق حيث تشير كلمة سنجق باللغة التركية إلى معنى المنطقة أو المقاطعة أو اللواء (وهى التسمية التى أصبحت أكثر شيوعا).

وكان من مهام سنجق غزة حماية الطريق بين مصر والشام، بما فى ذلك بالذات قوافل الحجاج، والتصدى لهجمات الأعراب، وتسهيل طريق البريد... إلخ. وفى عام 1763 أرسل على بك الكبير (السلطان المملوكى على مصر) قوات إلى غزة لمساعدة طاهر العمر، حاكم عكا فى ذلك الوقت لتوطيد سيطرة العثمانيين هناك.

وعندما غزا نابليون بونابارت مصر فى عام 1798 قام فى العام التالى باحتلال غزة، ولكنه مالبث أن تخلى عنها بعد فترة قصيرة للغاية، عقب فشله فى حصار عكا. غير أن غزة (ومعها كل فلسطين تقريبا) مالبثت أن وقعت تحت الحكم المصرى مع حملة محمد على باشا سنة 1832 لفترة قصيرة انتهت فى 1893..

ولكن سيطرة الإمبراطورية العثمانية على غزة، (وفلسطين كلها) انتهت تماما مع هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى على يد البريطانيين. إن بقية القصة بعد ذلك نعرفها جميعا، بدءا بوعد بلفور عام 1917 بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين والذى وجد طريقه للتنفيذ فى عام 1947 بعد الرفض العربى
لقرار تقسيم فلسطين (!!)، وما تلاه من هزيمة الجيوش العربية فى 1948 إلى هزيمة 1967.

ثم كان انتصار أكتوبر 1973 الذى مهد الطريق الشاق الطويل الذى أدى بدوره إلى إعلان اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية فى أوسلو عام 1993 التى شملت بالضرورة - إلى جانب الضفة الغربية – قطاع غزة الذى حشر فيه (ما يقرب من نصف مليون لاجئ فى ثمانية مخيمات) فضلا عن سكانه الأصليين الذين يكاد عددهم يقترب الآن من ثلاثة ملايين نسمة، فى واحدة من أكثر الكثافات السكانية فى العالم... (وللحديث بقية)

Osama 1947@gmail.com