اليوم (17 إبريل) نحتفل – نحن المصريين - بعيد شم النسيم، الذى يأتى هذا العام متوافقا مع شهر رمضان،
مثلما يأتى أيضا – ككل عام- متوافقا مع عيد القيامة. تاريخيا... سبق الاحتفال بشم النسيم فى مصر كل من الاحتفال بعيد القيامة المجيد والاحتفال بشهر رمضان الكريم!

فشم النسيم هو احتفال مصرى أصيل وعريق، عرفته مصر منذ أيام حضارتها الفرعونية القديمة، قبل أن تدخلها المسيحية ثم الإسلام. (ومن المصادفات التى تسرنى وأعتز بها شخصيا، أننى ولدت- كما سبق أن أخبرتنى أمى الحبيبة ـ رحمها الله ـ فى يوم شم النسيم!)

إن هذا التلاقى مناسبة طيبة، تستحق الاحتفاء والاحتفال والترحيب بها! وهى تذكرنا بتلك الحقيقة التى يهمنى دائما أن أركز عليها، وهى أننا مصريون... قبل أن نكون مسلمين أو عربا، وأن الأمة المصرية لها تمايزها الخاص داخل العالمين: العربى والإسلامي. وعلى أى حال...، ولأن أبرز ملامح احتفالنا بشم النسيم ترتبط (مثل كل الأعياد، فى كل الدنيا) بتناول مأكولات معينة، يقع على رأسها بلا منازع السمك المملح فهل يمكن الإفطار- بعد يوم طويل من الصيام..على الفسيخ أو الملوحة... لا أعرف؟

وقد سمعت من بعض الأصدقاء أنهم سوف يفطرون على الرنجة! كحل وسط! وإن كان سيجاورها أيضا غالبا البصل الأخضر، ثم يخفف من تأثيرها ربما الخس وأيضا الترمس الذى تعود كثير من المصريين نقعه مبكرا استعدادا لذلك اليوم.
هل هذا كلام هامشى أو فارغ...؟

لا أبدا، إن الطقوس والعادات الاجتماعية والملابس والأكلات والأطباق الشعبية هى من صميم سمات الشعوب الحية عبر تاريخها وتجاربها الطويلة، فضلا عن أن تأثيراتها على بعضها تتمثل أساسا فى تلك الأشياء!

بل إن تلك السمات تطبع المجتمعات المحلية داخل البلد الواحد مثل البط الدمياطى والكشك الصعيدى والفطير المشلتت الفلاحى، أو حتى بعض العائلات مثلما أفطرت به مؤخرا من عدس أباظى وفول بالزبدة عند الصديقين العزيزين السياسى الكبير محمود أباظة والدبلوماسية المخضرمة نيفين سميكة.

وكل عام وأنتم بخير!

Osama 1947@gmail.com