تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

بصراحة...وبدون أى تزويق…إحدى القضايا التى كانت دائما تسبب لى كثيرا من الإحباط، وتثير لدى كثيرا من الأسئلة، كمتابع للشأن العام فى مصر، هى قضية صناعة السيارات فى بلدنا!

إننى أتذكر عندما كنت صبيا فى الثالثة عشرة من عمرى ـ عام ١٩٦٠ ـ كيف أننى نزلت إلى ميدان التحرير فى احتفالات ثورة 23 يوليو فى ذلك العام، لأشاهد مع الجماهير المحتشدة السيارة رمسيس التى كانت تعرض وسط الميدان، باعتبارها أول سيارة تصنع فى مصر!

كانت سيارة صغيرة، بسيطة، بدائية للغاية، انتجت بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية ولكنها كانت تشعرنا بالسعادة والفخر ...ورغم أن المكون المصرى فيها كان نحو 30% فإنها وصفت بأنها سيارة مصرية، كان ثمنها 200 جنيه !..و قد توقف إنتاجها نهائيا فى عام 1972. وفى منتصف الستينيات، وسعيا وراء حلم السيارة المصرية، أخذت شركة النصر لصناعة السيارات ـ بالاتفاق مع شركة فيات الإيطالية- فى تجميع سياراتها تحت مسمى «نصر» ....إننى فى الحقيقة لا أدعى علما بتفاصيل المكون المحلى بالنسبة للمكون الإيطالى فيها، وانطباعى أنها كانت ـ على أى حال ـ بعيدة عن تصنيع الأجزاء الحيوية وأهمها بالطبع موتور السيارة .

اليوم .. يوجد العديد من شركات تجميع السيارات فى مصر لموديلات كورية ويابانية وأمريكية ..(نيسان ـ شيفروليه ـ شيرى ـ لادا ـ بى واى دى ـ هيونداى ـ تويوتا ـ جيب ـ كيا ـ جيلى)...هذا ما أعرفه بشكل عام كمراقب من الخارج ...غير أن ما يحزننى ـ بكل صراحة ـ هو أن هذا الحال لصناعة السيارات فى مصر، يبدو أضعف من حال تلك الصناعة ـ لا أقول فى أمريكا أو أوروبا أو آسيا ـ وإنما فى بلدان إفريقية تقدمت كثيرا فى صناعة السيارات لديها (جنوب إفريقيا ونيجيريا ـ وغانا ـ وأوغندا ـ وكينيا ـ فضلا عن المغرب وتونس)!

ولذلك فقد راودنى شعور بالتفاؤل وبالأمل عندما قرأت أمس عن توقيع الرئيس السيسى على القانون رقم 162 لسنة 2022 بإنشاء المجلس الأعلى لصناعة السيارات، وصندوق تمويل صناعة السيارات صديقة البيئة ...فهل بإمكاننا أن نحلم بسيارة مصرية...؟.

Osama 1947@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية