تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أوهام ما بعد الثانوية العامة «1»
هذه كلمات - أو هو على الأصح نداء مخلص منى - اعتدت ان أوجهه إلى الطلاب الناجحين فى امتحان الثانوية العامة، الذين يبدأون هذه الأيام، تسجيل رغباتهم فى الالتحاق بالكليات والمعاهد العليا التى سوف تحدد مستقبلهم المهنى... كما أوجهها بنفس الإخلاص إلى أهلهم وذويهم. الكلمة الأولى، مثلما هى موجهة لهم، فهى موجهة أساسا لكل أجهزة الإعلام بلا استثناء هى: كفوا أرجوكم عن الحديث السخيف، غير العلمى، وغير المنطقى، عما تسمونه كليات القمة وكليات القاع! حيث توضع كليات الطب والهندسة مثلا فى القمة, وتوضع كليات مثل الزراعة والتجارة والحقوق.. فى مراتب أدنى، هذا أمر سخيف للغاية وغير علمى وغير منطقى، فضلا عن أنه يتناقض تماما مع حقيقة أن خريجى تلك الكليات الأخيرة هم فى مقدمة من يتولون المناصب القيادية فى الدولة!. إن المفترض هو أن يختار الطالب مايريده وما يحب أن يدرسه على نحو رشيد وواع، الأمر الذى يعنى بدوره وجود «شخصية» ناضجة لديه فى تلك المرحلة الحرجة من حياته «تؤهله للقدرة على الاختيار الناضج»، ذلك بلاشك تحد لكفاءة نظام التعليم ما قبل الجامعى!. لقد مر بنا حين هبطت فيه بشدة – بعد ثورة يوليو مباشرة - أسهم كليات ومعاهد الحقوق والتجارة والزراعة، بعد أن كان كل زعماء مصر المعاصرة من خريجى الحقوق، ولكنها كانت مرحلة قصيرة ومؤقتة للغاية، وعرفت مصر الناصرية بعض أفضل وزرائها من خريجى تلك الكليات (محمود فوزى، وعزيز صدقى وسيد مرعى وعبدالرازق صدقى، وعبدالمنعم القيسونى, وكمال استينو، وحسن عباس زكى، ولبيب شقير...إلخ). وأخيرا، هناك قصة لم أمل من تكرارها عندما التحق زميلنا المتفوق بالقسم العلمى بالتوفيقية المرحوم سمير سيف بمعهد السينما، رافضا الالتحاق بإحدى كليات القمة التقليدية، وصارسمير أستاذا مرموقا بمعهد السينما ومخرجا متميزا وضع بصماته على السينما المصرية المعاصرة، فى حين لا يتذكر أحد اليوم زملاءه الذين التحقوا بكليات «القمة»، مع كامل الاحترام لهم!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية