تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لم أجد في قواميس اللغة العربية كلمة أدق من «الوضاعة».. لوصف السلوك الإسرائيلي الحالي، ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، خاصة من العجائز والسيدات والأطفال، الذى نشهده اليوم كل يوم على شاشات التليفزيون... للحيلولة دون حصولهم على الحد الأدنى من الطعام الذى تسعى منظمات المعونة الإنسانية ــ خاصة منظمة الغذاء العالمى ــ لتوفيره لهم. فالوضاعة تعنى لغويا «الدناءة والحقارة والخسة»! فهل هناك وصف أكثر دقة و ملاءمة، لتصرفات الجنود الإسرائيليين، ومحاولتهم اللاأخلاقية الشائنة، لمنع وصول تلك المساعدات أصلا إلى الأهالى الذين فتك الجوع بهم، عند نقاط توزيعها... بل واستهدافه عمدا ــ على نحو عشوائي، وقتلهم عشوائيا، بلا جريرة ارتكبوها..؟ وهل هناك مشهد أكثر إيلاما للنفس، من المشهد الذى تعودنا الآن، للأسف الشديد ،على مشاهدته كل يوم، لمئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين ــ خاصة الأطفال والعجائز ــ الذين يتكالبون بأوانيهم الفارغة، لملئها بكميات الطعام التي تعدها، على نطاق واسع، منظمات الأمم المتحدة المعنية..؟ وهل يمكن أن تستريح ضمائرنا، وتنعم بالنوم عيوننا.. عندما نشهد كل يوم المئات والمئات من الأطفال، و الرضع من أبناء غزة، ،الذين استبد الجوع بأجسادهم الهزيلة، على نحو مفزع،يكاد يصعب النظر إليه.. ليموت المئات منهم كل يوم، وينتظر الآخرون لا محالة المصير نفسه.. ويورثون أمهاتهم وآباءهم حزنا أبديا عميقا؟! لقد كان من المنطقى تماما أن اتهمت منظمات حقوق الإنسان إسرائيل، رسميا وبقوة، بـ«استخدام التجويع كأسلوب للحرب...» بل ووصفها بأنها واحدة من أسوأ حالات التجويع كأسلوب من أساليب الحرب.. التي صنعها الإنسان فيما يقرب من قرن...، وأن مئات الفلسطينيين يأكلون العشب للبقاء على قيد الحياة». ألا يستحق الإسرائيليون بذلك السلوك ــ عن جدارة واستحقاق ــ وصفهم بأنهم «حيوانات بشرية» ..إنه التعبير الذى سبق أن استخدمه بعض زعمائهم العنصريين، كى يصفوا به المقاتلين الفلسطينيين من أجل الحرية!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية