تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الفقراء يمتنعون !
هذا حديث مؤلم وحزين ...ولكنى أصر على قوله، بل وعلى الصراخ به ...، لقد سبق أن كتبت فى هذا المكان((٢/ ٨) أهنئ أبناءنا الناجحين – خاصة المتفوقين منهم- فى الثانوية العامة، ولكنى أشرت أيضا إلى ظاهرة مقلقة لا حظتها فى ذلك السياق وهى انتماء الغالبية العظمى من المتفوقين إلى أسر عائلات ميسورة الحال، وذلك بسبب إما اعتمادهم الكامل على الدروس الخصوصية، او دراستهم فى مدارس اللغات ذات المصاريف الباهظة للغاية، مما يطبع التعليم بطابع طبقى مقيت.
واليوم، أشير إلى امتداد تلك الكارثة إلى جامعات ومعاهد التعليم العالى، التى يلتحق بها أولئك الطلاب الناجحون!
إننى اتحدث هنا عن «تقليعة» الجامعات الخاصة، التى تكاثرت بشكل مرضى خبيث ! أى تلك الجامعات التى تسعى للربح ! إنها لا تقل الآن عن 25 «جامعة»، ربما...أٌقول فقط «ربما»، كان المستوى العلمى لبعضها معقولا، ولكنى أتحدث هنا عن «مصاريفها» الباهظة التى تكرس طبقية مقيتة أخرى للتعليم العالى!
وإليكم بعض الأمثلة بالتقريب لأقرب ألف (بدون ذكر أسماء الجامعات) : كليات الطب البشرى : بين 64 ألف جم، و155 ألفا، وكلية طب الاسنان بين 54ألفا و145 ألفا ! والهندسة بين 25 ألفا و70 ألفا . وكلية الصيدلة بين 42 ألفا ومائة ألف . وكلية العلاج الطبيعى بين 37 ألفا و95 ألفا. وكليات الإدارة بين 21 الفا و25 ألفا وكلية التمريض بين 19 ألفا و50 ألفا.... وهكذا!
لقد فزعت عندما قرأت تلك الأرقام ...ولأننى ليست لى معرفة أو خبرة مباشرة بموضوع الجامعات الخاصة فى العالم، سألت د. ممدوح حمزة، الذى درس وعاش فى أكثر من دولة أوروبية؛ فقال لى إنه لا يوجد مثل هذا الوضع فى بريطانيا، اما فى ألمانيا فيحظر نهائيا التربح من التعليم! أما فى أمريكا ففيها أرقى جامعات العالم مثل هارفارد وستانفورد وكولومبيا ..إلخ،
ولكن النظام الرأسمالى الحر يسمح بوجود عشرات او مئات الجامعات «الخاصة» التى تمنح شهاداتها الشكلية او «المضروبة» كما يقول التعبير العامى لمن يقدر على أن يدفع أكثر!.. والفقراء – فى هذا الوضع- يمتنعون !
Osama 1947@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية