تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الرئيس عبدالفتاح السيسى (1و2)

1 ـ هل هناك مفاجأة فى فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بفترة رئاسية ثالثة..؟ لا، على الإطلاق... ليس فقط لعدم وجود منافسين أقوياء فى الانتخابات ...، وإنما أيضا ـ وذلك هو الأهم ـ لحالة الاستقرار، أو (بالتعبير الأثير للرئيس الراحل أنور السادات)... لحالة الأمن والأمان التى تنعم بها مصر، وسط محيط الأزمات التى جرت، ولا تزال تجرى حولها، من الشرق والغرب والجنوب!

ولننظر فقط بسرعة حولنا: فى الشرق، سواء فى غزة وفلسطين، والمواجهة الدامية بين حماس والاحتلال الإسرائيلى..، أو فى الصراع الطائفى المرير الطويل فى سوريا، وفى الغرب فى ليبيا والمنافسات المزمنة التى لاتزال محتدمة فيها بين أقاليمها المتصارعة منذ سقوط حكم القذافى!
وفى الجنوب، فى السودان، والتهديد الخطير الذى يواجهه نظام الفريق البرهان، من ميليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذى تسبب ـ ولايزال ـ فى مصرع وإصابة آلاف المواطنين السودانيين، فضلا عن شلل وتفكيك مؤسسات الدولة!

إن مصر لا تنجو فقط والحمد لله من تلك المشكلات... وإنما تستضيف أيضا ـ على الرحب والسعة ـ الملايين من مواطنى تلك البلاد: من السودانيين، والسوريين، والليبيين، والفلسطينيين بين ربوعها، ووسط مدنها وقراها! ضيوفا كرماء، يمارسون حياتهم وأنشطتهم الإقتصادية!

وهذا الاستقرار السياسى صاحبته جهود جبارة للتطوير الشامل للبنية الأساسية للاقتصاد المصرى، فعرفت مصر بوجه خاص طفرة غير مسبوقة ـ ربما منذ عهد محمد على ـ فى الطرق والكبارى والأنفاق والمحاور المرورية، من أقصاها إلى أقصاها، مما يسهم فى تنشيط وتحفيز العديد من أنشطة الصناعة والإنتاج والخدمات (وفى مقدمتها السياحة).
إن هذا الاستقرار، الذى أصبحت مصر بموجبه واحة للأمن والأمان، والأمن والأمان كان فى تقديرى أول عوامل النجاح الكبير للرئيس السيسى فى تجديد ولايته، قبل أى جهود دعائية معتادة !

......

2 ـ إذا كان الاستقرار الذى تمتعت به مصر، وسط المشكلات والصراعات الإقليمية المحيطة بها، فى مقدمة عوامل إقبال الغالبية العظمى من المصريين على تجديد ولاية الرئيس السيسى، فإن تحقيق ذلك الاستقرار لم يكن سهلا على الإطلاق! فهل نتذكر هنا المواجهة الحاسمة للعنف السياسى الذى مارسه الإخوان المسلمون، وسعيهم للانقضاض على حكم مصر..، وهل ننسى الإعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس السابق د. محمد مرسى، والذى كشف عن النية المبيتة من جانب الإخوان -الذين كان مرسى مجرد متحدث باسمهم - لاحتكار الحكم و إزاحة كل القوى الوطنية من أمامهم؟ كانت الخطورة الداهمة لذلك التوجه الإخوانى، ليست فقط خلط السياسة بالدين، أو بتعبير أدق استخدام الدين، واستغلال التدين الفطرى للمصريين، ليس فقط للحكم استنادا لشرعية دينية، وإنما- وذلك هو الأسوأ – لشق الوحدة الوطنية الأزلية فى مصر، وإذكاء الفتنة الطائفية، ودق إسفين بين مسلمى مصر ومسيحييها! إننى شخصيا لا أنسى قط المشهد الذى رأيته فى ميدان باب الحديد فى إحدى الليالى التى سادها ظلام وإطفاء للأنوار عقب تفجر ثورة يناير، (التى نجح الإخوان فى التسلل إليها بعد أن تأكدوا من نجاحها!)، لمظاهرة لمجموعة منهم، بجلابيبهم المميزة، وهم يهتفون بصوت عال قوى: إسلامية....إسلامية! وكأن مصر كانت دولة كافرة! وهل ننسى بعد ذلك مؤامرة اعتصام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، كان من نتيجتها الفض الإجبارى للاعتصام، مع ماترتب عليه من ضحايا كثر؟!. وعلى الناحية الأخرى، وإقرارا وتأكيدا للوحدة الوطنية فى مصر، شارك الرئيس السيسى–لأول مرة- أقباط مصر فى احتفالهم بعيد الميلاد المجيد فى عام 2015 فى بادرة كانت هى الأولى فى تاريخ مصر، وكانت علامة مشرقة لا شك فيها على هويتنا المتفردة، التى جسدتها العبارة الخالدة: الدين لله، والوطن- مصر- للجميع!

 

Osama 1947@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية