تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أساتذتنا المذيعون!

شاهدت بالمصادفة مؤخرا لقاء فى أحد البرامج الحوارية الكثيرة التى تمتلئ بها القنوات التليفزيونية المصرية ..، كان اللقاء بين مذيعة ـ مبتدئة، فيما يبدو وبين ضيف فاضل، ذى منصب عام رفيع. وبقدر ما استمتعت و سعدت بما قاله الضيف فقد شعرت باستياء شديد من المذيعة. إن السيدة المذيعة ( المضيفة) استهلت حديثها بمحاضرة طويلة عن الواجبات التى يتعين على شاغل الوظيفة الرفيعة التى يتولاها الضيف أن يقوم بها، واسترسلت فى حديثها تعلمنا أيضا ـ نحن المشاهدين الذين وقعنا فى براثنها- تلك الواجبات! غير أننى سرعان ما أدركت أن المذيعة لم تفعل إلا أنها قلدت المذيعين، وعلى وجه أكثر دقة، مقدمى البرامج الحوارية (الكبار!) عندنا الذين ينفردون بنا، نحن المشاهدين، كل مساء، يلقون علينا تقييماتهم وآراءهم وأفكارهم فى كل نواحى الحياة...فى السياسة والاقتصاد و الثقافة والفن....إلخ. إننى أعرف أن وظيفة مقدم البرامج الحوارية البارع هى أن يطرح الاسئلة والتساؤلات العديدة التى يمكن من خلالها، أن يستخرج من ضيفه- المتخصص أو العالم ـ الإجابات الشافية حول الموضوع الذى يتحدث فيه، والذى يفترض أنه يهم المشاهدين. وهناك أمثلة معروفة لمقدمى برامج حوارية بارزين فى المحطات التليفزيونية الكبيرة فى العالم والذين عرفوا لدى المشاهدين فى مصر مثل المذيع الأمريكى الراحل الشهير لارى كينج، والمذيعة اللامعة أوبرا وينفرى...، غير أن بعض مذيعينا يلعبون دور المذيع (المضيف) والضيف معا! وبصراحة أنا لا أعرف على أى اساس يلقننا بعض مقدمى البرامج الحوارية آراءهم ورؤاهم فى مختلف القضايا، سياسية كانت أم ثقافية أم اجتماعية ...وعلى أى خلفية ثقافية أو علمية يستندون...؟ لا أيها الزملاء الأعزاء...وظيفتكم ودوركم هو إلقاء الأسئلة والتساؤلات التى ينتظر الرأى العام الإجابات عنها، وتلك الإجابات يتطلع المشاهدون للحصول عليها من ضيوفكم المتخصصين ..، وليس منكم ..إنها مهمة ـ كما تعلمون ـ هامة وجليلة!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية