تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المقاصد الثمانية لشهر رمضان
لشهر رمضان مقاصدُ ثمانية نلحظها فى ثنايا آيات أحكام الصيام الواردة فى سورة البقرة، وتظهر هذه المقاصد من خلال «لام التعليل» التى أوضحت الحكمة والغاية من فرض الصيام.
وأبرز هذه المقاصد هو تحصيل التقوي، كما قال الله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». وقد أشار الإمام فخر الدين الرازى (رحمه الله) فى تفسيره مفاتيح الغيب إلى هذا المعنى بقوله: «رتب الله عز وجل على الصوم مقصودًا شريفًا وهو التقوي»، فكانت هذه الآية مفتاحًا لاستخلاص باقى المقاصد.
ثم تمضى آيات الذكر الحكيم لتكشف مقصدًا آخر من مقاصد الصيام، حيث يقول تعالي: «يريد الله بكم اليسر»، وهنا نتساءل: كيف يكون الصيام يسرًا رغم ما فيه من مشقة ومكابدة؟ والجواب أن المقصود باليسر ليس الراحة الآنية، بل اليسر الذى يتحقق على المدى البعيد، إذ يضع الصيام عن الإنسان أثقال النفس والروح التى تراكمها الأيام، فيستعيد صفاءه وسكينته، فيكون من مقاصده اليسر بهذا المفهوم العميق.
ولتعميق معنى اليسر، كرره الله بصيغة مقابلة فقال: «ولا يريد بكم العسر»، أى لا تنظر إلى المشقة الظاهرة للصيام، بل تأمل الحكمة الكلية منه، فحين تصوم بحب ورضا، يزول شعور الجوع والعطش، ويصبح التكليف محببًا إلى القلب.
ثم يقول الله تعالي: «ولتكملوا العدة»، وهى مصدَّرة بلام التعليل، أى أن الله أمرنا بالصيام لنكمل عدته، وفى ذلك إشارة إلى أهمية الإكمال والكمال فى العبادات، مما يرفع همة المسلم ليحرص على التمام فى كل أمر. وهذا المعنى يتكرر فى مواضع أخري، كما فى قوله تعالى عن كفارة الحج: «فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم»، ثم أكد بقوله: «تلك عشرة كاملة»، حتى يتربى المسلم على السعى نحو الكمال فى دينه ودنياه.
ومن مقاصد الصيام أيضًا: تعظيم شعائر الله، كما قال تعالي: «ولتكبروا الله على ما هداكم»، أى أن الصائم يمتلئ قلبه بالجلال والإجلال لله، ويعظم شعائره فى هذا الشهر المبارك.
ثم يأتى مقصد الشكر، إذ يقول الله سبحانه: «ولعلكم تشكرون»، فالصيام يوقظ فى القلب معانى الامتنان لله والاعتراف بفضله.
ومن المقاصد العظيمة أيضًا: الاستجابة السريعة لأوامر الله، كما يظهر فى قوله تعالي: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي». فالاستجابة هنا ليست تعليلًا للدعاء فقط، بل تعليل للصيام أيضًا، إذ يربى الصائم على سرعة الاستجابة لداعى الحق فى كل وقت.
وأخيرًا، يأتى مقصد الرشد، وهو غاية المقاصد، حيث قال الله تعالي: «لعلهم يرشدون»، أى أن الصيام يهذب النفس والعقل، ويكسب الإنسان حكمة فى اتخاذ قراراته، واستنارة فى طريقه إلى الله.
ومعايشة هذه المقاصد فى الصيام توقظ فى القلب سراج الهداية، الذى ينير للعقل طريق الرشد فى كل أمر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية