استطاع مجلس الزمالك تعديل أوضاعه من الناحية الفنية إلى حد ما بعدما أبرم عددًا من الصفقات التى يحتاج إليها الأبيض فى مشوار البطولات القادم، ولكن أى شئ ناجح يجب أن يكون له ثوابت وقواعد من إدارة واعية وداعمة وجهاز فنى قدير يمتلك الخبرات يقود الفريق من خارج الخطوط والأهلى دائمًا سابق بخطوات لتوافر الاستقرار الإدارى والفنى واستقدام مدربين أصحاب شخصية مثل السويسرى كولر والجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى، اللذين حققا نجاحات كبيرة على المستوى القارى مع الفريق الأحمر ومن قبلهما السويسرى فايلر الذى غيّر شكل الأداء فى القلعة الحمراء، وهناك أيضًا مدربون جاءوا ورحلوا فى غفلة من الزمن ولم يذكرهم التاريخ مثل البرتغالى سواريش.
المؤكد أن فيريرا البروفسيور البرتغالى كان من المدربين الأفذاذ الذين جاءوا إلى القلعة البيضاء وترك بصمة مع الجماهير العاشقة للكيان واستطاع الفوز بالدورى الأخير فى أصعب الظروف وتجربته الأولى كانت ناجحة للغاية ولو استمر لكان الأبيض أبوخطين حمر دائم التواجد على منصات التتويج وكنت أتصور أن البرتغالى جوميز شرب من فيريرا بحكم المواطنة ولكنه باستثناء الفوز بالكونفيدرالية لم يرض طموحات الإدارة أو الجماهير وعليه العمل كثيرًا من أجل تحسين الصورة والوصول بالفارس الأبيض إلى بر الأمان فى الموسم القادم.

مباراة السوبر الإفريقى القادمة بين الأهلى والزمالك بطلى دورى الأبطال الإفريقى والكونفيدرالية بالرياض ستكون بمثابة مفترق طرق للبرتغالى جوميز إذا فاز بها سترفعه الجماهير البيضاء فوق الأعناق وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وإذا خسرها ستنهال عليه السهام من كل مكان وسيكون الرحيل أو الإقالة المطلب الأول، وقد يختلف الأمر بالنسبة لكولر الذى يعتمد على قائمة طويلة من البطولات المحلية والقارية التى حصل عليها مع الفريق الأحمر منها نسختان لدورى الأبطال ومثلها برونزية المونديال ومحليًا حدث ولا حرج وهو ما يعنى أن الفوز سيزيد من رصيده فى قلوب الجماهير الحمراء وإذا خسر لا يتأثر كثيرًا.

نتطلع أن نشاهد مباراة قوية تليق بسمعة الكرة المصرية بين قطبيها فى السوبر الإفريقى الذى تحتضنه المملكة العربية السعودية، خاصة فى ظل الدعم الكبير من الصفقات فى المعسكرين الأحمر والأبيض بلاعبين قادمين من دوريات أوروبية وأخرى عربية نتمنى لها التوفيق وأن يمتعوا الجماهير العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة بوجبة كروية دسمة.. قولوا يا رب.

ألف مبروك للمنتخب الوطنى بقيادة حسام حسن الفوز على بتسوانا برباعية ومن قبلها كاب فيردى بثلاثية واحتلال صدارة مجموعتنا فى التصفيات بست نقاط، وهذا إن دل فيدل على أن العميد يسير بخطى ثابتة نحو توطيد أقدامه فى قيادة الفراعنة والتأكيد على أنه الرجل المناسب فى هذه المرحلة لتحقيق أحلام الجماهير بالتأهل إلى مونديال أمريكا وكندا والمكسيك، خاصة أننا نحتل صدارة مجموعتنا أيضًا بعشر نقاط بفارق 4 نقاط عن غينيا بيساو و5 نقاط عن سيراليون وبوركينا فاسو.

لم نحقق انتصارات منذ فترة بالثلاثة والأربعة ولم نشاهد الأداء الهجومى والتوازن الدفاعى وتحديدًا بعد فترة المعلم حسن شحاتة والجيل الذهبى الذى كان معه وحقق 3 ألقاب لكأس الأمم الإفريقية ولكن مع حسام حسن أثق أننا سنتأهل بإذن للمونديال وسننافس بقوة على لقب الكان بالمغرب ولذلك أطالب الجماهير ومجلس إدارة الجبلاية والإعلام بدعم المنتخب الوطنى وتناسى الانتماءات والشماعات والانتقادات لأن من يقود الفراعنة مصرى ويحب بلده وأهمس فى أذن حسام بأن يغلق أذنيه ويركز فى عمله ولا يرد على مَن يهاجمه من أبناء جيله سواء بغرض أو عن دون قصد حتى يحقق أهدافه ووقتها ستخرس الألسنة وسينقلب الحال تماماً.

رحل إيهاب جلال ابن نادى الشمس، الذى تدرج فى قطاع ناشئيه إلى أن لعب للفريق الأول لكرة القدم وارتدى فانلة منتخبات الناشئين والشباب من خلاله قبل أن يلعب للدراويش لثلاثة مواسم تقريبًا وتوهجت نجوميته التدريبية مع المقاصة ورحلات قصيرة مع الزمالك وبيراميدز ومنتخب مصر والمصرى ولم يكن التوفيق أو صبر الإدارات تحت ضغوط جماهيرية عليه كافيًا ليؤكد معدنه التدريبى الأصيل وهو ما برهن عليه فى الموسم الماضى بإنقاذ الإسماعيلى من الهبوط رغم كل الظروف الصعبة المحيطة.

رحل إيهاب جلال صاحب الأخلاق الحميدة والسيرة العطرة والقلب الطيب تاركاً إرثاً كبيراً من النجاحات والعلاقات الإنسانية الرائعة بفضل تربيته فى بيت محترم بمصر الجديدة.. الله يرحمك يا إيهاب ويجعل مثواك الجنة ويصبر أهلك وأحبابك وأنا أولهم.