تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

منظمات تحت الطلب

مع استمرار العربدة الإسرائيلية فى غزة، وسفكها دماء الأبرياء من الأطفال، والنساء، والشيوخ، وتعالى صرخات الاستغاثات مخترقة الآذان، اندلعت المظاهرات، ودعوات الإدانة من الجميع باستثناء المنظمات التى ترفع شعارات حقوق الإنسان. حالة من الصمت المطبق أصابت هذه المنظمات إزاء ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب موثقة وظاهرة للعيان. هيومان رايت ووتش، ومنظمة العفو الدولية، وغيرهما أصابهم العمى وتعاموا عما يحدث فى غزة، بينما تخترق صرخاتهم عنان السماء، وباطن الأرض، وينظمون الوقفات، ويكتبون بدموع التماسيح التقارير التى تطالب بمعاقبة أى دولة تتخذ إجراءات قانونية تجاه أى إنسان من دراويشها، وأتباعها. هذه المنظمات ظلت سيفا مسلطا على رقاب الدول النامية أو غير الأوروبية، حيث تجد دعواتها الزائفة الكثير من المؤيدين على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية. فى منطقتنا العربية، اعتادت هذه المنظمات أن تصدر تقارير قاسية تملأ عناوين الصحف العالمية، وتتحول بسرعة إلى أدوات ضغط سياسى واقتصادى، كما لو كانت قراراتها ملزمة للدول، أما حين يتعلق الأمر بالانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، فالصورة تختلف جذريا حيث تصدر هذه المؤسسات بيانات لغسل وجهها دون ممارسة أى ضغوط حقيقية على الدول الكبرى. هذا التناقض فى سلوك ومنهجية عمل هذه المؤسسات يمكن فهمه من خلال الانتباه إلى ضخامة التمويل الذى تحصل عليه، وتبنيها منهجا يضمن لها البقاء، باعتبارها فزاعة يستخدمها من يدفع بسخاء. طبقا للتقارير العالمية حصلت منظمة العفو الدولية عام 2023 على 370 مليون يورو من التبرعات، كما جمعت مؤسسة هيومن رايتس ووتش تمويلات بقيمة 111 مليون دولار، ومعظم الممولين أو المتبرعين هى جهات تابعة للوبى اليهودى فى أمريكا وأوروبا. المؤسسات المانحة ليست صناديق خيرية، بل هى أدوات تأثير عالمى معروفة بتوجهاتها وعلاقاتها الوثيقة بدوائر صنع القرار فى الدول الكبرى، وبالتالى فإن انتقاد إسرائيل قد يعرضها لضغوط سياسية، أو حملات تشويه من جماعات اللوبى الإسرائيلى، بينما نقد الدول العربية أو الإسلامية لن يسبب تهديدا مباشرا. الانصياع لما تصدره هذه المؤسسات من أوهام، وادعاءات كاذبة مدفوع ثمنها مقدما يزيدها توحشا، ومن ثم يصبح التصدى لها ضرورة، وهنا يأتى دور منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية التى تعرف حقيقة ما يحدث وعليها واجب وطنى بتفنيد الخطاب المسموم وإطلاق تقارير دورية تبرز الانتهاكات التى يتم تجاهلها عالميا لإظهار ازدواجية هذه المنظمات التى تكمن الآن تحت ستار الصمت حتى تمر عاصفة غزة لتعود أكثر عطشا للابتزاز، وتشويه كل من يدافع عن حماية وطنه من طيور الظلام.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية