تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. أحمد مختار > ليست مشروعات للتفاخر أو الترفيه

ليست مشروعات للتفاخر أو الترفيه

جاء إعلان الرئيس الأمريكى بايدن على هامش قمة العشرين بداية الأسبوع الحالى عن مشروع لنقل المنتجات بين آسيا وأوروبا عبر مسار بديل لقناة السويس ليثير مخاوف البعض. رغم مشروعية المخاوف فإن النظرة الفاحصة له تمثل خير رد على من يتشدقون بالأباطيل والاكاذيب عن مشروعات البنية الأساسية التى تنفذها مصر بكثافة خلال السنوات العشر الماضية، وإصرار القيادة السياسية على استكمالها بمواصفات وامكانات تستوعب نمو الدولة لعقود عديدة قادمة.

البداية كانت مع مشروع توسعة قناة السويس مرورا بالأنفاق التى تم شقها أسفلها ثم إنشاء الطرق والمحاور المرورية الجديدة وكذلك المونوريل والقطار الكهربائى والعاصمة الادارية الجديدة. هذه الحزمة من المشروعات تعرضت ولا تزال لأمواج من الأباطيل والشائعات.

المتربصون والحاقدون يروجون بالباطل انها مشروعات لم تكن مصر بحاجة اليها، وانها على درجة من الفخامة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادى للدولة، وغير ذلك من الاكاذيب.

يركزون تارة على العاصمة الادارية مطلقين الشائعات حول جدواها ويرددون ان تشييدها ارهق ميزانية الدولة، وهم على يقين حاقد انها اضافت الى إيرادات الدولة، وزادت من قيمة الاراضى التى أقيمت عليها والقريبة منها ايضا.

بالنظرة نفسها يتعاملون مع مشروعات الطرق والبنية الاساسية والنقل والمواصلات وغيرها.

الهجوم الشرش وامواج الاباطيل التى طاردت مشروع توسعة قناة السويس وازدواج مسارها وكذلك مشروع القطار الكهربائى لم يكن هجوما عشوائيا او أكاذيب هواة، ولكنها سهام مسمومة تستهدف تعويق مسيرة اعادة بناء الدولة المصرية .

التقييم العادل لما تشهده مصر منذ عشر سنوات تقريبا يقتضى النظر الى المشهد بكل عناصره فما يحدث ليس إنشاء مشروعات متنافرة او غير مترابطة او ذات أهداف آنية. ما يجرى تنفيذه من مشروعات يمثل سياج الامان فى مواجهة الاضطرابات الدولية اقتصاديا و سياسيا فمصر بثقلها ليست بمنأى عن محاولات مستمرة بإصرار واستماتة لتهميشها او تمزيق اواصر بقائها.

يكفى التمعن فى اهمية هذه المشروعات امام المشروع الذى أعلنه بايدن. الفارق كبير وشاسع بين رؤية المسئول عن الدولة ورؤية المواطن العادى حيث قرار المسئول تحكمه اعتبارات الامن القومى والتحديات العالمية والنظرة الى المستقبل البعيد، بينما رؤية المواطن تحكمها احتياجاته وطموحاته الشخصية، وهذا ليس عيبا او نقيصة.

ما أقصده من حديثى هو ضرورة انتباهنا لمحاولات التهوين والتشويه لما تشهده مصر من مشروعات عملاقة، لأن هذه المشروعات ليست للتفاخر أو الترفيه ولكنها أعمدة أساسية لبقاء مصر ونموها وازدهارها ومقدرتها على مواجهة التحديات وكذلك المؤامرات التى لن تتوقف.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية