تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. أحمد مختار > كرامة المقاطعة ومصيدة التخوين

كرامة المقاطعة ومصيدة التخوين

على هامش حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلى على أهل غزة الصامدة بدأ سجال محتدم حول المواقف السياسية لبعض الدول العربية، وكذلك عمليات المقاطعة لعدد من المنتجات التى تحمل علامات تجارية عالمية بنظام الفرانشايز. اختلاف وجهات النظر او الآراء رغم انه ظاهرة صحية فإن الخطر يكمن فى انتقاله الى حالة التخوين .

شق الصف سواء بين ابناء الوطن الواحد او بين الشعوب العربية وبعضها البعض هو منتهى ما يتمناه الاعداء. اختلاف المواقف السياسية أمر يترك شأنه لاهل السياسة وقادة الدول، فليس كل ما يجرى على حلبة السياسة يعلن او يقال.

أما دعوات المقاطعة التى تجرى بنجاح رغم اختلاف وجهات النظر بين المؤيدين والمعارضين لها فإنها جسدت وعى وادراك الشباب المصرى والعربى لما يجرى على الساحة الدولية.

أظن ان الاستجابة القوية لدعوات المقاطعة ربما تعود الى انها ردة فعل محترمة تجاه ما قامت وتقوم به بعض الشركات العالمية، وكذلك حكومات دول الاتحاد الأوروبى من انسياق أعمى خلف امريكا بموقفها المقيت بجوار إسرائيل دون اى اعتبار للشعوب العربية .

هذا الموقف المخزى حمل رسالة استهانة واضحة بالشعوب العربية بالتالى كانت دعوات المقاطعة بمثابة رسالة مضادة لهذا الصلف، لا يمكن لاى انسان ان ينكر حق الآخر فى رفض دفع ولو مليم واحد يصب فى ميزانيات الشركات التى تدعم من يقتل النساء والاطفال بدم بارد.

من يقول إن الفرانشايز مجرد علامة تجارية لانتاج يتم بمصر بأيدى المصريين يقول نصف الحقيقة لانه مقابل استخدام هذه العلامة يتم دفع مئات الآلاف من الدولارات سنويا للشركة الأم.

المخاوف التى يرددها البعض بأن المقاطعة سوف تؤثر سلبا على الاقتصاد المصرى، وسوف تؤدى الى قطع لقمة عيش الكثير من العاملين بالشركات المصنعة للمنتجات العالمية أمر يؤخذ منه ويرد عليه. ما ساقته الأقدار امام المنتجات المحلية التى كانت تواجه صعوبة شديدة فى منافسة العلامات العالمية يمثل فرصة كبيرة للصناعة المحلية بالاستفادة من الارتفاع الكبير فى الطلب عليها، لأن هذا الوضع من الصعب استمراره إلا إذا تم الارتقاء بجودة المنتجات المحلية وعدم استغلال الموقف لتحقيق مجرد ارباح ناتجة عن ظرف مفاجئ، فإما التطوير والتحديث لايجاد ارتباط وثيق بين المنتج المحلى والمستهلك واستمرار الطلب اعتمادا على جودة محترمة واسعار عادلة، وإما ستعود الأمور لسابق عهدها.

التحية واجبة للشباب المصرى الذى أخذ زمام المبادرة وقدم النموذج العملى لرفض الاستهانة بالشعوب العربية.
ودعونا نلتمس لبعضنا العذر فيما نختلف فيه وندعم بعضنا فيما نتفق عليه ولنتذكر جميعا أن وحدتنا هى طوق النجاة من طوفان الصهيونية ومن وراءها .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية