تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عودة الكتاتيب
فى الماضى لم يكن كتاب القرية مجرد مكان لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم فقط. كان بمثابة اللبنة الأساسية والخطوة الأولى فى بناء شخصية الأطفال وغرس قيم وأخلاق سامية مثلت جينات الشخصية المصرية من الإيمان بأهمية العلم وإجلال المعلم واحترام الكبير وغير ذلك من السمات الجميلة .
على الرغم من أن الكتاتيب لم تكن تمنح شهادات أو مؤهلات دراسية فإنها وضعت فى الأطفال بذور المعرفة باللغة العربية قراءة، وكتابة، ومن ثم كانت معدلات الامية منخفضة فى القرى الحاضنة لهذه الكتاتيب بل يمكن القول انها كانت مصنع العظماء من رجال الدين والأدب والشعر وكبار المفكرين والعلماء
أعتقد أن دعوة الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف لعودة الكتاتيب هى دعوة صادقة نابعة من إيمان بأهميتها لتعزيز القيم الدينية والوطنية لدى شباب الغد وحمايتهم من الفكر المتطرف، والحفاظ على لغتنا العربية وهويتنا المصرية.
أظن أن نجاح المشروع مرهون بعوامل عدة لعل على رأسها الإطار العام لضبط هذه المنظومة بداية من المكان ثم المعلم المؤهل الرشيد مرورا بما سيتم تعليمه للأطفال، وانتهاء بعملية الإشراف، والمتابعة، وقبل ذلك محفزات لاجتذاب الأطفال للانضمام الى هذه المنظومة.
التطورات التكنولوجية المتسارعة وهوس الانترنت والعالم الافتراضى الذى أسر الأجساد والعقول تحد ليس بالهين أمام جهود الحفاظ على جذوة القرآن الكريم داخل النفوس مشعة ومنيرة بما يحتويه من قيم المحبة والسلام والرحمة وكذلك الحفاظ على لغتنا العربية عماد هويتنا .
مشاركة المجتمع المدنى، ووزارات الشباب والرياضة، والثقافة، والتنمية المحلية، والاتصالات أمر ضرورى لإنجاح المشروع، باعتباره مشروعا قوميا فكل منها لديه من البرامج، والإمكانات ما يمكن تطويعه داخل حزمة من المحفزات للأطفال، والصبية للتفاعل، والإقبال على ارتياد الكتاتيب لتصبح أماكن مجهزة بكل ما يلزم لفك أسر الأطفال من الغزو الثقافى المرعب على وسائل التواصل الاجتماعى .
أتمنى ألا يقتصر المشروع على تحفيظ القرآن الكريم والقراءة والكتابة والحساب بل تتسع أهدافه لتحصين النشء علما وخلقا للمساهمة فى بناء الشخصية المصرية وعودة البريق الى هويتنا الوطنية.
نجاح المشروع يمكن أن يكون بداية الطريق لاستعادة الصورة المشرقة التى كانت تميز القرية المصرية حيث كانت تضم الكتاب ونول النسيج ومعمل الألبان وهى مفردات فى حقيقتها تمثل بناء للانسان والمكان معا لتعود القرية المصرية منبعا لإمداد الوطن بالنشء سوى الأخلاق المعتز بمصريته، المحب لوطنه، محصنا ضد دعوات التخوين، والتدمير وهذا أهم ما نحتاجه الآن فى خضم حرب ضروس لا تعتمد على القنبلة والمدفع قدر اعتمادها على طمس الهوية وتغييب العقول .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية