تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. أحمد مختار > دعوة الرئيس بين الحكومة والمستثمرين

دعوة الرئيس بين الحكومة والمستثمرين

مرات عديدة وعلى مدى سنوات كثيرة وفى عهد حكومات مختلفة تصدر التصريحات حول ضرورة إحلال المنتجات المحلية بديلا للعديد من السلع المستوردة من الخارج. خلال افتتاح محطة بشتيل منذ أيام دعا الرئيس السيسى المستثمرين ورجال الصناعة الى انتاج السلع التى يتم استيرادها من الخارج.

دعوة الرئيس تضمنت جملة تكشف جانبا كبيرا من أسباب عدم النجاح فى توطين العديد من الصناعات محليا، وذلك عندما قال إن الدولة لم تعمل بجدية وصلابة وصرامة فى هذا الملف.

 

الشد والجذب والمساحة الضبابية كانت دائما تمثل حاجزا كبيرا بين رجال الصناعة المصريين والمستثمريين الاجانب، وبين الحكومة وكأنهما قطبا مغناطيس متنافران بدون ارضية مشتركة فتأثر الإنجاز فى هذا الملف الحيوى ليصبح بطيئا لا يتواكب مع شراسة المنافسة الاقتصادية عالميا.

المستثمرون ورجال الاعمال يتخذون قراراتهم الاستثمارية بناء على معايير الربح والخسارة، وهذا ليس عيبا او نقيصة والحكومة ظلت سنوات كثيرة تنظر إلى الاستثمار من منظور الجباية واستكثار الارباح على المستثمرين.

الدعوة التى أطلقها الرئيس تحتاج الى التعاطى معها بفلسفة مختلفة من الحكومة، فالامر ليس باليسير والإنجاز فيه لن يتم بين ليلة وضحاها، ولكنى أظن ان البداية الصحيحة يجب أن تنطلق من الحكومة وفقا لأولويات يتم ترتيبها سواء بمدى الاحتياج لتصنيع منتجات بعينها أو بالنسبة لثقل بعض المنتجات بالنسبة لهيكل الواردات المصرية وغير ذلك من العناصر الحاكمة للاقتصاد المصري. هناك العديد من التجارب الناجحة التى نفذتها دول نامية أو كانت نامية ونجحت فى توطين الصناعة وتطوير اقتصاداتها بشكل كبير مثل التجربة الصينية التى اعتمدت على مزيج من الاستثمار فى البنية التحتية، ونقل التكنولوجيا، والتصنيع الموجه للتصدير، مع توفير بيئة مشجعة وجاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب.

نموذج آخر يتمثل فى تجربة كوريا الجنوبية التى اعتمدت على حزم حوافز مشجعة للاستثمار فى قطاعات معينة ومهمة لاقتصادها مثل الالكترونيات والسيارات .

نجاح التجارب السابقة اعتمد على عنصرين رئيسيين، أولهما بنية تحتية متطورة وحديثة والثانى فى التشريعات القانونية الخاصة بزيادة جاذبية المناخ الاستثمارى مقارنة بالمنافسين.

خلال السنوات العشر الماضية نجحت مصر فى تطوير وتحديث بنيتها التحتية والوصول بها الى المستويات العالمية ليبقى العنصر الثانى المتمثل فى تهيئة المناخ الاستثمارى، وهنا فإن نجاح الحكومة فى هذا الجانب يحتاج الى الجدية والصلابة والصرامة فعندما يتحقق ذلك سوف يتسابق المستثمرون ورجال الصناعة للاستفادة من الفرص الجاذبة لتوطين الصناعة ليربح الطرفان وقبلهما الوطن.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية