تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حوادث «دليفرى»
قطرات دم ممزوجة بحبات عرق تسيل من جسد شباب يصارع الزمن. علامات تعب وإرهاق تغطى وجهوهم. عقولهم صرعى بين آمال وآلام. كل منهم له حلمه الدى نسج خيوطه فى مخيلته. يتمنى أن يأتى الموعد سريعا ليبدأ مشوار حياة مستقرة . تحدثت مع عدد منهم . بعضهم يدرس بالجامعة وبعض آخر اكتفى بما حصل عليه من تعليم واستدان ليلتحق بهذا العمل. جميعهم يبحثون فقط عن لقمة عيش شريفة. شباب توصيل الطلبات او الدليفرى كما يطلق عليهم. كل فترة نقرأ عن حوادث راحوا ضحيتها ودفعوا حياتهم ثمنا لها بسبب تحديد مدة زمنية غير واقعية لتوصيل الطلبات إلى العملاء. لا يوجد إحصاء رسمى يمكن الاعتماد عليه لمعرفة اعدادهم، ولكن أقل حصر لهم هو مليون شاب يعملون فى هذا المجال بلا تأمينات اجتماعية أو صحية. تجارب دولية عديدة وناجحة تم تنفيذها لضمان الحفاظ على حقوق الأطراف العاملة بهذ النشاط، سواء منصات الخدمة أو الجهة المنتجة لها، أو عمال التوصيل. فى سنغافورة، والإمارات، وأستراليا، يتحمل صاحب العمل أو المنصة التكلفة بالكامل، ويمنح كل عامل كودًا موحدًا يستخدم فى التطبيقات والشركات، لتسهيل الرقابة، وحماية الحقوق ولا يسمح لأى سائق بالعمل إلا بعد الحصول على رخصة مهنية ودورة سلامة على الطرق. دول أخرى تضع حدا أقصى لعدد ساعات العمل بحيث يحظر عمل سائق التوصيل أكثر من 8 ساعات يوميا لتفادى الإرهاق، وفى كوريا الجنوبية جميع شركات التوصيل ملزمة بالربط مع منصة وطنية ذكية تتابع حركة السائقين لحظيا. تغاضى الحكومة عن ضبط إيقاع هذا النشاط أمر لا يستحسن استمراره، ويستلزم دراسة جادة وواقعية ويمكن تشكيل لجنة لتنظيم خدمات التوصيل السريع تضم ممثلى وزارات العمل والداخلية والتضامن، والاتصالات، والنقل مع ممثلين عن القطاع الخاص وتكون مهمتها وضع السياسات العامة، والإشراف على تنفيذها وتحديد معايير تشغيل موحدة تطبق على جميع المنصات لضمان المنافسة العادلة وحماية العمال ،والتزام الشركات بتسجيل العاملين لديها، وإبرام عقود عمل معهم، وكذلك حظر تشغيل عمال دون تغطية تأمينية ضد الحوادث والإصابات فى أثناء العمل من خلال صندوق يتم تمويله بإسهامات رمزية من الشركات والتطبيقات يستخدم فى تعويض المصابين أو أسر المتوفين فى الحوادث. أصبح من الضرورى والحتمى وجود هيئة أو جهاز منظم للقطاع مع فرض غرامات كبيرة على الشركات غير الملتزمة. تنظيم هذا النشاط أمر مستوجب ليس لتحسين منظومته كنشاط اقتصادى فقط ولكن منعا من تحوله إلى نشاط عشوائى يكون صعبا تقنينه فى المستقبل مثلما حدث مع ظاهرة «التوك توك» التى مازلنا نعانى منها حتى الآن.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية