تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حتى لا نفقد هويتنا
منذ نحو عشر سنوات كتبت مقالا بعنوان «هنا كايرو» تناولت خلاله انتشار ظاهرة كتابة اسماء المحال التجارية باللغة الانجليزية، وتواصل معى الدكتور عبدالعظيم وزير ـ رحمه الله ـ محافظ القاهرة وقتها ونظم حملات على المحال وألزمها بكتابة الاسماء باللغة العربية .
مرت السنوات شاهدة على تفشى الظاهرة لتصل الى الإعلانات الخاصة بالشركات الاستثمارية فى المجالات المختلفة، سواء فى الشًوارع او فى الصحف أو الفضائيات وموجات الاذاعة, وكأنها سرطان خبيث ينهش جسد لغة الضاد بضراوة. فى طريق ذهابى وعودتى الى عملى أصبحت العين معتادة على رؤية الإعلانات باللغة الانجليزية متسيدة المشهد العام، وتلمح على استحياء بينها اعلانا يبدو غريبا مكتوبا باللغة العربية.
من البدهيات فى فنون التسويق والإعلان هو سهولة وصول رسالة المعلن الى العميل المستهدف، ومن ثم فإن انتشار الرسائل الاعلانية باللغة الانجليزية ينم عن إيمان المعلن بسيادة هده اللغة، فهل وصلنا فعلا الى هذه الحالة؟ . هذه الاستباحة الواضحة للغتنا العربية والتعامل معها بهذه الاستهانة وكأنها بلا حام او مدافع عنها تحتاج الى بحث وتدقيق ،
فلا وزارة ثقافة استشعرت الخطر، ولا وزارة التربية والتعليم سمع لها صوتا، ولا جهاز التنسيق الحضارى تحرك ليدافع عن الهوية البصرية . مجمع اللغة العربية الذى تم انشاؤه فى ١٣ ديسمبر سنة ١٩٣٢ بمرسوم ملكى تحددت اختصاصاته بعمل المعاجم اللغوية وتحقيق التراث العربى والحفاظ على سلامة اللغة بدون ان يتضمن اى اختصاصات او سلطات للحفاظ على اللغة العربية من محاولات تهميشها او التغول عليها داخل الدولة !
فهل نحتاج الى تغيير او تعديل قانون انشائه لمنحه بعض الاختصاصات التى تساعده ليكون له دور ملموس ومؤثر فى الحفاظ على لغتنا الأم من الاندثار؟ .
لا أعلم اذا لم تتحرك هذه الوزارات والهيئات التى يمثل بناء الشخصية المصرية وعصبها الرئيسى لغتها العربية قمة الاهداف التى وجدت من أجلها فمن إذن يتحرك؟.
يوم ١٨ ديسمبر هو اليوم العالمى للاحتفال باللغة العربية وبالمناسبة يتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية فى الأمم المتحدة.
قد يعتقد البعض ان الامر ليس خطيرا ولكن الحقيقة ان دولا عربية عانت ويلات الاستعمار الأجنبى فى الماضى اصبحت حاليا تتحدث الفرنسية أو الانجليزية لغة اساسية، وبين الحين والآخر يأتى استخدام بعض الكلمات العربية فى أحاديث ابنائها هل ننتظر لنصل الى ذلك ؟.
التأكيد ان اللغة هى حصن الهوية لاية دولة ليس جديدا ولكن الاستسلام امام ما يحدث ينذر بخطر طمس هويتنا وقيمنا.
أخاف من يوم يأتى على أحفادنا يبحثون خلاله عن معانى أسمائهم بالانجليزية او الفرنسية لانهم لا يعرفون او يفهمون هم معانيها باللغة العربية .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية