مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة أصبحت مصداقية الغرب والولايات المتحدة الامريكية سرابا ووهما . خديعتهم التى يقومون بها دون خجل بإعطاء الضوء الاخضر لإسرائيل وإمدادها بما تريد من السلاح والعتاد والاموال، وفى الوقت نفسه يتحدثون فى المؤتمرات وامام الشاشات مطالبين بهدنة انسانية لإدخال اقل القليل من المساعدات الطبية والغذائية هى حيلة خبيثة لتجميل وجههم العنصرى امام شعوبهم والمعارضين لجرائم الكيان الصهيونى.

ما تقوم به اسرائيل فى ظل صمت المخادعين أسقط اوراق التوت عن عورات امريكا والغرب.

ما يحدث يجسد بشكل واضح لا التباس فيه كيف تنظر امريكا والدول الاوروبية لدول العالم الثالث والعالم العربى. لم تفارقهم نوازعهم الاستعمارية التى مارسوها لعقود طويلة مضت فى شكل عسكرى ويحاولون باستماتة تكرارها تحت غطاء جديد، سواء بالتبعية الاقتصادية، والعلمية أو بحروب الوكالة لتجربة أسلحتهم الجديدة أو التخلص من أسلحتهم القديمة، وفى كلتا الحالتين تستمر عجلة الانتاج بمصانعهم الحربية .

بعد التدمير والإبادة سوف يسارعون بالدعوة لعقد مؤتمرات اعادة الاعمار لتحصل شركاتهم على نصيب الاسد من هذه المشروعات . هكذا يحصدون الاموال وينهبون الثروات وهم يزهقون ارواح الابرياء ويقبضون الثمن اضعافا مضاعفة .

فى خضم خططهم الشيطانية يكون ضروريا عدم اعطاء الفرصة لاى دولة ليست فى حزبهم الشيطانى لتقف على قدميها أو تبلغ من الاستقرار والقوة ما يكفل لها أن تقف مناوئة لاهدافهم الخبيثة فيستخدمون مؤسسات هم من بنوها لتصدر احكام الادانة أو تمنح صكوك الغفران تحت لافتات وفزاعات الديمقراطية وحقوق الانسان .

ما ترتكبه اسرائيل الآن ضد ابناء الشعب الفلسطينى الصامد سبق وارتكبته بريطانيا، وفرنسا، وامريكا، وألمانيا، وإيطاليا فى كل دول افريقيا، والعراق، وسوريا، وافغانستان.

ما يزيد النفوس وجعا ان دول العالم الثالث والدول النفطية يضعون ثرواتهم فى بنوك امريكا والغرب يشترون سندات خزانتهم يوفرون لهم الاموال ليطوروا طاحونة القتل ويبتكرون ويخترعون آلات ومعدات وبرامج يبيعونها لنا ويزيدون قبضتهم احكاما على مقدرات مستقبلنا .

تدعيم الاعتماد على الذات والأخذ بمفاتيح العلم وتفضيل الانتاج المحلى على ما هو مستورد وتمتين النسيج الوطنى، والثقة فيمن يقومون على حماية دوائر الامن القومى هو الطريق الناجح كما سجل التاريخ لمواجهة هذه المخططات الشيطانية ومن ثم ليس مستغربا ما تتعرض له مصرنا الحبيبة من مؤامرات خبيثة سوف تنجو منها بمشيئة الله.